كشف مختصون كيف تغلغلت إيران بمشروعها التخريبي داخل مفاصل الدولة اليمنية، مستعيدين عدة نشاطات إرهابية، بدأت بتفجير سينما بلقيس مطالع الثمانينات، فيما أكد وكيل جامعة نايف للشؤون التعليمية اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني، أن الهدف الأسمى الذي تسعى له المملكة، هو إعادة بناء واستقرار اليمن الشقيق، وتطهيره من الأحزاب المرتزقة التي تعبث به. وقال الجحني: علاقتنا باليمن علاقة الأخ بأخيه، وليس هناك داعٍ للاسترسال في ذكرها، نحن باختصار تجمعنا علاقة حتمية، إن سُعِدَ أبناء اليمن سعدنا وأن شقوا شقينا. جاء ذلك خلال ندوة نظمها نادي أبها الأدبي بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في تنمية اليمن واستقراره»، شارك فيها إضافة إلى الجحني، مدير البرامج التدريبية في جامعة نايف اللواء الركن الدكتور علي هلهول الرويلي، ومدير مركز الملك سلمان لتطوير القيادات الإدارية، اللواء الدكتور فيصل بن معيض السميري. تفجير سينما بلقيس قال اللواء الرويلي: اليمن في خاصرتنا وفي جنوب جزيرتنا، وهو جار مؤثر ويؤثر فينا، لذلك تعاني المملكة منذ انقلب عبدالله السلال على آل المتوكل، عام 1962، وبعده توالت الانقلابات حتى وصلت لعلي عبدالله صالح. واستطرد قائلا عاش اليمن في أزمة وكتبت عليه الأزمات المتتابعة، وذلك بسبب تعدد الأحزاب وتتابعها وسيطرتها على محافظات اليمن، الديمقراطية التي تبحث عنها اليمن لم تكن ديمقراطية، بل عصبية قبيلة خلفت الجهل والفقر والاقتتال بين القبائل، وهذا الذي ساعد إيران في التدخل في شؤون اليمن، حيث عملت الدراسات لإنجاح مشروعها وبعثت الطلاب للدراسة في طهران، ثم أنشئت أول جماعة «الإخوان المؤمنين»، وكان أول عمل تدميري هو تفجير سينما بلقيس عام 1981. السيطرة على الطبقة الوسطى قال اللواء الدكتور السميري : إذا ذُكرت الأزمة اليمنية ذكر عام 1979، عام الثورة الإيرانية التي من خلالها حاولت صناعة القرار، والتحكم في الكيان العربي، وخلق الأزمات والصراعات، وذلك من خلال عدة أساليب، أهمها اختيار دول ذات حكومات فاشلة حتى يتسنى لها إنجاح مشروعها، السيطرة على الطبقة الوسطى وإضعافها، مساعدة الحوثيين في السيطرة على مفاصل الدولة والاستيلاء على مرافقها، التعليم والصحة والسوق، مما خلف الجهل والفقر والمرض، وأوضح السميري أنه عندما جاءت عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أنشئ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهذا المركز قدم الدعم الكامل لليمن . الهوية العربية قدم للندوة رئيس النادي الدكتور أحمد آل مريع، الذي ألمح للعلاقة التاريخية بين المملكة واليمن، وما يترتب عليها من مسؤوليات متبادلة بصفتهما بلدين متجاورين يحملان ذات الهوية العربية. وتطرق الجحني لعدة محاور كان أبرزها تعاقب المواقف السلبية والإيجابية، ومحاولة المملكة تسوية الأوضاع وإعادة العلاقات بين البلدين، ودور الميليشيات الحوثية في إعادة الكيان الإيراني، وذلك بتجنيد الشباب اليمني وتدريبهم على خدمة المشروع الإيراني.