تسعى وزارة الثقافة إلى أن يسهم القطاع الثقافي بما يساوي 3 %من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2030 وذلك من خلال المبادرة التي أعلنها وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله، لتحقيق تطلعات الوزارة، المتمثلة في رسالة مفادها تمكين وتشجيع المشهد الثقافي السعودي بما يعكس الماضي العريق وفتح الثقافة كنمط حياة، من أجل النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة المملكة الدولية. ألوان عبر الإعلامي، خالد الباتل من وزارة التعليم ل«وطن» بقوله: «ليلة الخميس الماضي، كانت عرسا للثقافة والمثقفين، حيث تم إطلاق هوية وزارة الثقافة الجديدة، وتم زف 27 مبادرة ثقافية تشمل ألوانا ثقافية مختلفة، وكل منتمي للثقافة يبحث عن نفسه واهتماماته من خلال تلك المبادرات». كما ذكر أن أكثر ما لفت نظره هو صندوق نمو، الذي نتمنى أن يكون رافدا للمبادرات وحصانة للثقافة والمثقفين. وفيما يتعلق بفكرة إنشاء بيوت الثقافة، قال الباتل: «هذه الفكرة متطورة، لاسيما إذا اتحدت الجهود فيما بينها سنضمن ضبط العمل وجودته دون تشتته هنا وهناك». تركيز تفاعل عدد من المغردين مع الإعلان عن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والذي ستُقام نسخته الأولى في عام 2020، في جدة التاريخية وسيركّز على المواهب السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، إضافة إلى الأنماط السينمائية الجديدة في السينما العالمية. ويُعدّ مهرجان البحر الأحمر السينمائي مبادرةً غير ربحية تصدر عن مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي وهي مؤسسة حديثة تم تسجيلها وفق الأنظمة السعودية، كإحدى الجهات الفاعلة التي تُعنى بدعم قطاع الأفلام المحلية عبر إثراء المحتوى الفيلمي المحلي، وتوسيع الصناعة نحو آفاق دولية. كما يتخذ المهرجان من رعاية الحركة السينمائية المحلية الصاعدة هدفاً رئيسياً، وإعادة تأسيسها بعد عقود من التوقف، عبر رفع الإنتاج السنوي من الأفلام السعودية، وتحفيز سوق التوزيع والعروض المحلية. ويهدف المهرجان إلى توفير قاعدة صلبة وحيوية للصناعة السينمائية تعزز من حيوية المجتمع ومن تنوّع الاقتصاد وفق أهداف ورؤية السعودية 2030.
أفلام يلتحق بالمهرجان معمل «البحر الأحمر للأفلام» وهو حاضنة لمشاريع الأفلام المحلية تعمل طيلة العام، وفق برامج إقامة وإعاشة للمخرجين والمنتجين، على تأهيل مشاريعهم السينمائية الحديثة من خلال رعايتها في كل مراحل التطوير والتمويل والإنتاج والتوزيع وفق أرفع المعايير العالمية المعتمدة.
مشهد ذكر القاص والمسرحي يحيى العلكمي، من أبها ل«الوطن» عن رؤيته للاستراتيجية بقوله: «دعونا في البدء نهنئ أنفسنا بوجود وزارة مستقلة تلمّ شمل المثقفين والمبدعين عموما، هذا الأمر مبشر كثيرا وأعاد المنظومة الثقافية في الوطن إلى مسارها الصحيح والمنطقي، أما من حيث رؤية وزارة الثقافة واستراتيجيتها التي أعلنت، فلا شك أن المشهد الثقافي والإبداعي كان يترقّب معطيات هذه الرؤية».
مهام حيوية قالت الفنانة التشكيلية كريمة المسيري، من القطيف ل«الوطن»: «هذا المشهد الثقافي السعودي قد أسفر عن أربعة مهام حيوية متمثلة بتمكين المشهد الثقافي السعودي ورصد حقيقة الماضي العريق للسعودية، كذلك السعي نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث وفتح منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي بكافة أنواعه ومجالاته». ريادة أوضحت الباحثة والكاتبة المستشارة الإعلامية، غدير الطيار ل(الوطن)، أن هذه المبادرات التي أطلقت في حفل التدشين سيكون لها التأثير الإيجابي والمميز وسيكون لها بالغ الأثر، ونثبت للجميع بأن ثقافتنّا رائدة وأننا قادمون بثقة لتحقيق رؤية السعودية 2030 بمستقبل أفضل للثقافة والمثقفين ودعم مبدعيها لصناعة منتج ثقافي يليق بمكانة السعودية الجديدة. دمج أبدى الشاعر والإعلامي محمد العريعر عن رأيه بقوله: «بداية موفقة لوزارة الثقافة، وقد جذب انتباهه الاهتمام غير المسبوق بالفنون الأدائية، كما شاهدنا بالرياض، دمج أهازيج الدحة مع مقطع أوركسترا موسيقي، شكلت مقطوعة موسيقية متميزة، ودمج الثقافات رسالة عظيمة تم تقديمها بشكل راقٍ».
المبادرات ال(27) تتميز ب تعد أول حزمة من المبادرات. 16 قطاعًا ثقافيًّا تخدمها الوزارة. تُشكّل في مجموعها كل المسارات الثقافية. تنشط فيها المواهب السعودية في مختلف مناطق المملكة. تتولى الوزارة الإشراف على هذه القطاعات عبر 11 كيانًا.