"من حق المريض أن يعرف عن المستشفى الذي يعالج فيه، ويعرف الشكاوى المقدمة ضده في وزارة الصحة"، عبارة قالها الدكتور مازن فقيه، مدير عام مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة، وهي تهدف إلى الشفافية مع المرضى خاصة في مستشفيات القطاع الخاص. تقابل منهجيات الكثير من المستشفيات السعودية حسب الكثير من المرضى بعدم الرضى، إلا أن نهجا مختلفا بدأ في تطبيقه مستشفى سليمان فقيه يمكن أن يعيد الثقة بين المرضى والمستشفيات الخاصة. الدكتور فقيه أراد تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية كاستراتيجية هامة للمستشفى تقدم للمرضى والعاملين والبيئة والمجتمع. وتطور المستشفى بشكل ملحوظ نحو الارتقاء بمستوى المسؤولية الاجتماعية طبقا لمعايير مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة. يقول فقيه: "إن المسؤولية الاجتماعية تولد شفافية قادرة على بناء علاقة صادقة بين المستشفى والمريض، وإن ثمة تحسنا في مستوى الرضى من قبل المرضى، فمنذ آخر تقرير للمسؤولية الاجتماعية وحتى الآن لم نعمل فقط على تلبية توقعات المرضى فحسب بل تجاوزناها". يعتقد الدكتور مازن استشاري أمراض الداخلية والغدد الصماء أن المسؤولية الاجتماعية تعكس نهج المستشفى تجاه الاستدامة كرسالة وهدف وقيم. ويرى أيضا أن الاستدامة استثمار يؤدي إلى تحقيق أهداف كثيرة، لعل أبرزها جعل المستشفى صريحا وشفافا مع المؤسسات والشركات الأخرى. لا يكتفي مستشفى سليمان فقيه بنشر هذه الأفكار داخل أروقة المستشفى، بل يحاول الترويج لها عبر وسائل الإعلام على أنها أفكار يمكن أن تتبناها جهات أخرى وتستفيد منها. ويؤمن الدكتور مازن أن من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية في المملكة يتمثل في نقص وعي المرضى بحقوقهم وعدم المعرفة الكاملة بنظام التأمين الذي يحقق حلولا مفيدة للطرفين المستشفى والمريض. وتأسس مستشفى الدكتور سليمان فقيه عام 1978 بمدينة جدة على يد المؤسس الدكتور سليمان فقيه، وشهد المستشفى تطورا بعد التوسعة التي انتهت عام 1986 ليصبح صرحا طبيا شاملا ومتطورا، وزادت تلك التوسعة من الطاقة الاستيعابية للمستشفى، هذا بالإضافة إلى إحداث العديد من المراكز التي تعنى بعلاج الكثير من الأمراض. ويعتبر المستشفى من أهم المستشفيات في الشرق الأوسط ويتردد عليه سنويا ما يقارب نصف مليون مريض لتلقي العلاج. وكان مستشفى سليمان فقيه قد أطلق تقريره الثاني عن المسؤولية الاجتماعية في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، واستعرض ما تم إنجازه في كافة مناحي الاستدامة والممارسات المسؤولة التي تم انتهاجها نحو العاملين والمرضى والبيئة والمجتمع ما بين 2009 و2010. وألقى مازن فقيه كلمة تناول فيها الجهود المبذولة من المستشفى تجاه المرضى. مشيرا إلى أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها، مستعرضا نتائج استبيان المرضى الذي أظهر تحسنا في رضى المرضى بنسبة 5% خلال فترة التقرير مقارنة بالفترة السابقة. وأكد حرص المستشفى وسعيه إلى خلق بيئة عمل صحية وآمنة. مشيرا إلى مبدأ المساواة في فرص العمل وعدم التمييز بين الموظفين وتعزيز دور المرأة. موضحا كذلك أن نسبة العمالة السعودية قد وصلت إلى 28% من إجمالي القوة العاملة بالمستشفى. وتطرق إلى الإنجازات التي تحققت في مجال البيئة والمجتمع، حيث شرح النتائج الإيجابية للحملة الخضراء التي قام بها المستشفى تحت شعار "لنعتمد الأخضر"، كما تطرق إلى سياسات إعادة التدوير والتخلص من النفايات ودور المكتب الخيري ومركز تثقيف المرضى في خدمة المجتمع. ولم يستثن فقيه دور المستشفى في المبادرات الإنسانية ومن أهمها مساهمة المستشفى بمبلغ 200 ألف ريال لإجراء فحوصات طبية لأطفال أيتام وفحوصات أخرى لمساعدة وتعزيز المرأة السعودية. وفي مجال الحملات ينوي المستشفى إطلاق حملة وطنية لمحاربة السمنة تستهدف أطفال المدارس من أجل بث الوعي لدى الأجيال بعادات الطعام وأنماط الحياة غير الصحية. يذكر أن التقرير قد تمت مراجعته واعتماده من قبل المؤسسة الدولية DNV، وهي إحدى الجهات الدولية المعتمدة من مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة.