لم يبدُ المشوار بعيدا بين الردهتين. فمن مداعبة الحرف، والاشتغال بالإعلام على مدى عقود ثلاثة، إلى أروقة الدبلوماسية. ليس ثمة مسافة بعيدة، وإن كانت الثقة تاجا، والتكليف شرفا. هكذا، وبكثير من التكثيف، يمكن اختصار مشوار الزميل الإعلامي تركي الدخيل، الذي أدى اليمين أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، سفيرا لخادم الحرمين في الإمارات. «أُقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لديني، ثم لمليكي وبلادي، وألّا أبوح بِسرّ من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها في الداخل والخارج، وأن أُؤدّيَ أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص». هو القسم الذي أدّاه الدخيل، بصحبة بقية السفراء الجدد المعنيين في عدد من دول العالم، ليلج عقبه بابا جديدا لم يعتده من قبل، وهو الذي جرى في بلاط الصحافة والإعلام 30 حولا، وهو يتلمس هذه النقلة بذكاء، إذ كتب «عندما صدر الأمر الملكي بتعييني، آخر أيام 2018، وبات نافذا في 2019، أتممت في بلاط صاحبة الجلالة، الصحافة والإعلام، ثلاثين عاما كاملة، بدأتها كهواية، أشبه بالاحتراف منذ المرحلة الثانوية». ثم يكمل متحدثا عن نقاط التقاء، واختلاف بين العملين «تعيين ولي أمري وقائدي، نافذ دون ريب ولا نقاش، ولكني أنتقل من مهنة الإعلام التي لم أمارس غيرها، إلى الدبلوماسية، فرغم التشابه بين المهنتين، والتقاطع الكبير بينهما، إلا أن بينهما فوارق حقيقية». ويرى الدخيل هذا التعيين بعين الفخر، فقد كتب «لكن الدخيل ينظر إلى هذا التعيين بكثير من الفخر». الحقيقة «أني سأكون منذ اليوم، سفير خادم الحرمين الشريفين في الإمارات، أي إنني أمثل الملك، حفظه الله، شخصيّا، مما جعل إحساسي بالمسؤولية يتضاعف عشرات المرات!». وعلى الرغم من الفارق المهني بين العملين، السابق والحالي، فإن الدخيل لم ينتقل إلى مسافة بعيدة جغرافيا. فقد عمل لسنوات في الإمارات مديرا عاما لقناتي العربية والحدث. كما أن الإمارات لصيقة المملكة جغرافيا، وهي توأمها في التوجه السياسي، ولذا كتب «إن الشراكة السعودية – الإماراتية زادت متانة إلى متانتها، وقوة إلى قوتها، فقد اختلطت دماء السعوديين والإماراتيين سويّا، في حرب الدفاع عن الشرعية في اليمن». وواصل، يجب أن نعلم يقينا، أن «قوة العلاقة بين البلدين، ليست محط إعجاب الجميع، فثمة من يتربص بهذه العلاقة، وما أكثرهم، وواجبنا أن نمنعهم، من الوصول إلى غاياتهم». وفي جعبة السفير الجديد، عدد من الجوائز التي كللت مشواره الحافل، ومنحته شهادات تأكيد على تفهمه حركة السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع في كلا البلدين «المعين منه، والمعين فيه» مما يمنحه مفاتيح النجاح، ويؤهله إلى تحقيق تعزيز إضافي في علاقات البلدين، والتي تعد أنموذجا يتمناه كل الجيران، ويشتهيه كل راغب في توفير الاستقرار. فقد نال جائزة أفضل برنامج حواري في 2010 عن برنامج «إضاءات» من مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في البحرين، واختير في العام نفسه من مجلة «اريبيان بزنس» ليكون واحدا ضمن أقوى 100 شخصية عربية، وهي المجلة نفسها التي اختارته للجائزة نفسها عام 2007. وحصل في 2009 على جائزة أخرى تكريما له على أسلوبه الحواري الرائع في برنامج «إضاءات»، وهي جائزة أفضل برنامج حواري من الملتقى الإعلامي العربي السادس في الكويت. كما حصل على لقب أفضل مذيع سعودي عام 2009 في استفتاء «جريدة الرياض»، ونال لقب سيد الحوار عام 2007 في استفتاء مجلة «روتانا». ونال كذلك «جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب» عام 2015، وجائزة «جمعية أميركا للإعلام الخارجي» عام 2014، لجهوده في تطوير المجتمع المدني، ونشر التسامح، وحقوق المساواة بين المرأة والرجل، وحماية حقوق الأقليات». واختير ضمن أهم 100 شخصية عربية شهيرة عام 2017 من مجلة «فوربس الشرق الأوسط».
من مواليد 2 يوليو 1973
حاصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية والإعلام عام 2011 مؤسس ومالك ورئيس مجلس إدارة كل من «مركز المسبار للدراسات والبحوث 2005، و«دار مدارك» للنشر 2010 مستشار إعلامي عضو مجلس أمناء «مكتبة الملك فهد الوطنية»، و«المعهد الدولي للتسامح منذ 2017 المدير العام ل«قناة العربية وقناة الحدث» بين 2015 و2019
كتب في «الوطن» السعودية بين 2005 و2012، وصحيفتي «الاقتصادية» و«الرياض»، وكذلك «عكاظ» و«اليوم»، و«مجلة درع الوطن»، وصحف «الاتحاد»، و«الجريدة»، و«الوقت»، و«الوطن» البحرينية.
شارك في تأسيس «قناة العربية» شارك في تأسيس «جائزة الشيخ زايد للكتاب» كُتبه «كيف تربح المال بأقل مجهود» «سعوديون في أميركا» «كنت في أفغانستان»