من الرياض، حيث جال في ميادينها وصال في مواطن تعليمها ونال بكالوريوس أصول الدين منتشياً بالوصول وعيش كل الفصول في بلاط صاحبة الجلالة، عندما احترفها واستشرفها ثم رسم خطوطه الخاصة على خارطة الإعلام متجولاً ما بين أمريكا والسعودية ولبنان، حيث نال من الأخيرة الماجستير باقتدار ليستقر في دبي إعلامياً متميزاً وصاحب دار نشر ومركز أبحاث ومؤلفاً. تركي الدخيل، سيد الحوار وبطل المشوار الطويل، من الركض في ساحات الإعلام، فارساً حمل صفات الصحافي والكاتب والمُعِد والمقدم والمذيع والمسؤول، فكان «جوكر» الإعلام المتقن لكل الفنون الإعلامية، وملأ فكره وامتلأ قلبه بعشق المهنة وعبق المهنية، حتى عرفه الجمهور بشكل أكبر خلف الشاشة الفضية في برنامجه الشهير «إضاءات» عبر قناة العربية وإذاعة بانوراما الذي كان ولا يزال الأبرز في منظومة البرامج الحوارية، ليستضيف على طاولته الشفافة المئات من الساسة والمثقفين وأصحاب القرار وكبار القادة والمسؤولين، في نهجٍ متميزٍ هادف، مختصراً مسافات وتداعيات وصفات وتوجهات شخصيات كبيرة في ساعة حوار واحدة. تعلو محياه ابتسامة وتغلب على سحنته وملامحه سكنات المثقف وإيحاءات المسؤول وإيماءات المحاور المتميز، يمتلك ثقافة عالية جداً في كل المجالات جعلته مدير حوار من طراز نادر، قارئٌ نَهِم، منصتٌ يجيد لعبة الأسئلة الرئيسة ويحترف صناعتها واقتناصها من الإجابات، له لعبته الخاصة وأسراره المنفردة في التحاور والتشاور، في حين أن لتركي الدخيل سيرة ناصعة في الصحافة المكتوبة من عام 1989، حيث عمل في صحف الرياض والشرق الأوسط وعكاظ والمسلمون، وفي مجلات المجلة والجيل وعالم الرياضة، واشتغل صحافياً سياسياً متفرغاً في الحياة اللندنية. سطَّر تركي الدخيل إبداعات كتابية نادرة في كتابة المقال في عدة صحف، وفي فنون العمل الإعلامي بكل اتجاهاته، وهو مؤلف مميز عزف على وتر خاص من التنوع الذي نادراً ما يكون في مؤلف واحد، حيث ألف كتب «ذكريات سمين سابق»، و«سعوديون في أمريكا»، و«كنا في أفغانستان»، و«جوهرة في يد فحام»، و«إنما نحن جوقة العميان»، و«الدنيا امرأة»، و«قال لي القصيبي»، و«سلمان العودة من السجن إلى التنوير»، و«كيف تربح المال بأقل مجهود»، و«كيف يفكر القذافي». ساهم في تأسيس جائزة الشيخ زايد للكتاب، وعضو في مجلس إدارة أي ميديا. أما على ساحة التكريم، فقد نال برنامج إضاءات جائزة أفضل برنامج حواري من قبل مهرجان الخليج للإذاعة والتليفزيون في البحرين، واختارت مجلة أريبيان بزنس الدخيل مرتين في عامي 2007 و2010 من ضمن أقوى 100 شخصية عربية مؤثرة، واختير أيضاً برنامج إضاءات عام 2009 أفضل برنامج حواري من قبل الملتقى الإعلامي السادس في الكويت، ونال الدخيل في العام ذاته لقب أفضل مذيع سعودي في استفتاء جريدة الرياض، ونال لقب سيد الحوار في استفتاء روتانا، فهو المسكون بالإشعاع الثقافي والعمل الاحترافي يسعى للتجديد والابتكار، ويمتلك رصيداً كبيراً من محبة الناس والجمهور.. سار الدخيل في درب ظاهره الإنجاز وباطنه الدراسة والبحث والتعلم والدافعية، فكان خاطفاً للسبق في الإعلام، مسجلاً سيرة ذهبية انفرد بها مغرداً منفرداً خارج السرب مبلوراً اسماً مميزاً حاضراً متحضراً في السيرة والمسيرة.