قال مصدر في صنعاء ل«الوطن» إن الحوثيين يتعمدون تسريب إشاعات تزعم مقتل قياداتهم، بالتزامن مع تقدم قوات الشرعية في الجبهات، حيث تتولى الماكينة الإعلامية الإيرانية الحوثية الترويج لها، للنّيل من مصداقية الإعلام المضاد، بغرض منع الانهيارات في صفوف الميليشيات، وإعادة الحماس إلى المقاتلين بظهور أولئك القيادات في أوقات لاحقة. خطوات التضليل الحوثي قيام الإعلام المضاد بنشر إشاعات القتل ظهور القياديين الذين أشيع قتلهم في مناسبات اجتماعية إظهار الإعلام المضاد بأنه لا ينشر الحقائق
كشف مصدر مطلع في صنعاء أن أخبار مقتل بعض القيادات الحوثية بين الحين والآخر، هي مجرد إشاعات تروج لها الماكينة الإعلامية الإيرانية الحوثية، واصفا ذلك ب»العمل التضليلي» الذي يمارسه قسم خاص تابع لما يسمى الإعلام الحربي الحوثي تحت مظلة الاستخبارات الإيرانية. وقال المصدر في تصريحات ل»الوطن»، إنه يتم الترويج لمثل هذه الإشاعات في حالات متعددة منها عند حدوث انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات بالجبهات وتقدم الشرعية للسيطرة على مواقع جديدة، وعند محاولة الحوثيين صرف الرأي العام بعيدا عن حدث معين، وصرف النظر عن مواصلة انتهاكاتهم الإرهابية داخل اليمن، مبينا أن قيادات الحوثيين تعمدت اتباع هذا النهج من أجل إعادة الحماس لصفوف مقاتليهم بظهورهم في أوقات لاحقة بعد إشاعة مقتلهم التي روجوا لها، من أجل التكذيب لما تم تداوله ورفع معنويات مقاتليهم في الجبهات. خداع الإعلام المضاد وبين المصدر أن القسم الإعلامي التابع للحوثيين يتعمد نشر الإشاعات بالترويج عن مقتل قيادي حوثي مهم، من أجل أن يقوم الإعلام المضاد بنشر تلك المعلومات وتداولها عبر كافة وسائل الإعلام المختلفة، بعد ذلك تبدأ اللعبة الإعلامية الحوثية بعد ثلاثة أو أربعة أيام من نشر تلك الأخبار على نطاق واسع، بإظهار القيادي الحوثي الذي أشيع مقتله بطريقة لا تشير بتكذيب للقنوات التي نشرت خبرت مقتله بطريقة مباشرة، ويكون الظهور متعمدا بشكل عفوي، إما في مناسبة عزاء أو زيارة لمنزل أحد المشايخ أو في إطار مناسبة معينة. وحسب المصدر يستهدف الحوثيون من هذا العمل «التضليلي» عدة أمور يتصدرها دعم عناصر الميليشيات المنهارة في الجبهات بالظهور لذلك القيادي الذي أشيع مقتله، وكذلك إظهار الإعلام المعادي بأنه لا ينشر الحقائق وأنه بعيد عن المصداقية والحقائق، وفضلا عن التمويه بوجود ذلك القيادي في مواقع معينة كأن يشاع إصابته في غارة جوية في صنعاء بينما هو في الحديدة أو في أي جبهة أخرى.
أخبار كاذبة وقال المصدر «للأسف فإن بعض القنوات والجهات الإعلامية تسير خلف هذا الطعم»، ضاربا بذلك مثالا بانتشار إشاعات حول حادث مروري مروع تعرض له رئيس ما يسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي في طريق بني غثيمة بمديرية بني صريم - محافظة عمران ونقله إلى أحد المستشفيات في حالة حرجة جدا، ولا يعلم مصيره، بينما أشيع مرارا في فترات سابقة أخبار مقتله المكذوبة، ثم يعاود الظهور مجددا، ويعتقد الحوثيون أن في ذلك دعما لجبهات قتالهم المنهارة ورفع معنوياتهم. مخططات إيرانية وأكد المصدر أن مستوى عقليات القيادات الحوثية أغبى من كل هذا المخطط، ولكن قيادات إيرانية إعلامية ومن حزب الله هي من تدير الجانب الإعلامي للحوثيين، إلا أن الأمور حاليا أصبحت مكشوفة، لأن الجميع أصبحوا يدركون هذه الأكاذيب المتكررة، مبينا أن الانهيارات المتتالية وقلة أعداد المقاتلين وهروب الكثير من صفوفهم يجعلهم يلجؤون لمثل هذه الأساليب التي لم تعد مجدية، مشيرا إلى سقوط قتلى لقيادات حوثية كبيرة لم يكشف الحوثيون عنها فعليا. تدليس وتضليل وتطرق المصدر إلى مثال آخر يتعلق ب»أبو علي الحاكم» حيث أعلن في ديسمبر 2017 مقتله، وبعد ذلك بثلاثة أيام ظهر في بيت عزاء وكان التصوير وإظهاره متعمدا لهذا القصد، وبعد ذلك أعلن مقتله في أغسطس 2018 وظهر في زيارة ولقاء ببعض المشايخ، مضيفا أن هذه الطريقة اعتاد الحوثيون على ممارستها وفق مخططات المطبخ الإعلامي الإيراني، ومؤكدا أن هذا النهج لم يكن جديدا، فقد استخدمه الحوثيون في كل حروبهم السابقة في صعدة ضد قوات الجيش، حيث كان يتم الإعلان عن مقتل بعض قياداتهم حينها من خلال الأخبار المنقولة قبل ظهور قناة المسيرة ثم يظهر فجأة بين عناصرهم، فيما يتحدثون عن كذب الجهات الأخرى وترويجها للأخبار. وبين المصدر أن القيادات الحوثية لا تعترف فعليا بمقتل قيادتها إلا بعد زمن طويل، وهو الأمر الذي حدث مع مقتل حسين الحوثي في إحدى مغارات مران، إذ حاول الحوثيون التكتم على الأمر، كنوع من التدليس والتضليل إلا أن أخبار وصور مقتله نقلها الجيش، ليعترف الحوثيون بمقتله لاحقا. توقيت الإشاعات حدوث انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات بالجبهات تقدم الشرعية للسيطرة على مواقع جديدة محاولة الحوثيين صرف الرأي العام بعيدا عن حدث معين صرف النظر عن مواصلة انتهاكات الحوثيين الإرهابية باليمن