عزة آل محمود «يوم الدراسات العليا» مبادرة ذكية من جامعة بيشة، وتجمع راقٍ للنخب من قيادات وأساتذة الجامعة وطلاب الدراسات العليا، كانت محصلة هذه المبادرة طرحا تبادليا أثرى المكان وسرَّع الزمان، ليُحدث نقلة علمية وعملية تستثمر من خلالها عقول وقلوب مقبلة على العلم وتريد رفع رايته. جامعة بيشة تؤمن بأن طالب الدراسات العليا قد يملك خبرات متنوعة وقدرات عالية قد لا تتواجد عند الكثير، ونحن نؤمن بما تؤمن به، ونتناغم مع رؤيتها رسالتها وأفضل ممارساتها. جامعة بيشة لها رؤية طموحة تتجلى في إدراكها أن عصر المعرفة يستوجب جعل المنظومة بكاملها إبداعية، ولها رسالة تقودنا لصنع التنافسية ببيئة التعلم والبحوث العلمية، وهذا ما جعلنا نقول بإن مستقبل الجامعة في 17000 باحث وباحثة لا يزالون في مرحلة البكالوريوس إن أردنا إنتاجية ممزوجة بالإبداع. طموح الجامعة يظهر في القفزة التي أحدثتها في مجال الدراسات العليا؛ حيث كان عدد طلاب الماجستير (14) باحثا وباحثة في تخصص (واحد) في عام 2015، ثم في عام 2018 أصبحت (9) تخصصات وتضاعف عدد طلاب الماجستير إلى 21 ضعفا. وكان تخصص المناهج وطرق التدريس هو أول تخصص ماجستير في الجامعة، وكان لنا شرف الانضمام لأول دفعة. الدراسات العليا مطلب للكثير من الناس ويختلفون في الهدف منها، فقد تكون مطلبا للوجاهة الاجتماعية، أو مطلبا عمليا لمرتبة وظيفية أو زيادة مالية، وقد تكون مطلبا علميا فرض على الدارس أو برغبته ليكمل في نفس مساره، وقد تكون مطلبا فكريا، ولكن يبقى أن نقول إن الدراسات العليا مطلبها هو طالب الفكر. وفي يوم الدراسات العليا تحدثنا عن شعور الباحث المستجد الذي يظن تارة أنه سيخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا، وتارة يظن أنه لا يملك قطميرا من المعرفة، وما بين هذه وتلك يتعلم الكثير من الأساتذة والمشرفين، وقد كتبنا حوارا يوضح ضجيج هذا الباحث فقلنا: هل هذا بحث أم شيء من الجنون؟ إنَا قبل العاصفة عشنا بعضا من السكون فأبينا إلا حمل الثقيل، وقلنا سنكون ولا نبالي إن كنا ندرك وأنتم لا تدركون، فمرت الأيام وعلمنا أنهم يعلمون شيئا من طبعنا وما يلمحون، فقالوا نفسح لكم المجال ونصون عهدا، ودعما، فأرونا ما أنتم فاعلون؟! ثم تحدثنا عن الكاريزما البحثية، وعن الرفاهية الفكرية، وعن المراحل التي مررنا بها كدارس يتأمل تفصيلات حياته البحثية...وتحدثنا عن جامعتنا التي سيكون لها دور ريادي في صناعة مرتبة متقدمة للمملكة في جودة التعليم وجودة مؤسسات البحث العلمي. فكان يوم الإثنين 12-3-1440الموافق 22 أكتوبر 2018؛ علامة فارقة في أيامنا التي عايشنا فيها الدراسات العليا، وتجربة ثرية لباحث وثق حلفا إستراتيجيا بينها وبين فكره.