حققت أرامكو السعودية قفزة كبيرة في توظيف برامجها ومشاريعها لخدمة التنوّع الاقتصادي في المملكة، إذ تُعد الشركة جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التجارية والصناعية في بلادنا، وداعمًا فاعلًا في بناء اقتصاد متنوّع ومستدام من شأنه أن يخلق فرص عمل مجدية، ومثمرة للكوادر الوطنية، وفي الوقت نفسه، فتح الآفاق أمام فرص الاستثمار الأجنبي التي تعود بالنفع على النظام الاقتصادي العالمي. وأسهم الزخم الذي أوجدته رؤية السعودية 2030 في جعل المملكة مركز الفرص في المنطقة ومقصد الفرص الاستثمارية العالمية خلال العقد الحالي، ولذلك بدأت الشركة خطوات حثيثة لإنشاء سلسلة توريد بمستوى عالمي لتلبية احتياجاتها واحتياجات شركائها، بما يسمح بتطوير قطاع للطاقة في المملكة يتميّز بالتنوع والاستدامة ويتمتع بتنافسية عالمية. تعزيز شراكة في ظل استراتيجية الشراكة الدولية للمملكة وأرامكو السعودية، وحرصهما على تحقيق التنوّع الاقتصادي، والنهوض ببيئة الاستثمار المحلي، ودعم الفرص الوظيفية، استقبلت الشركة، الأربعاء الماضي، بمقرها الرئيسي في الظهران أعضاء مجلس إدارة شركة (فاركو الوطنية لآبار النفط) الأميركية، أحد مقدمي التقنية والمعدات والخدمات لقطاع النفط الخام والغاز الدولي، في مجالات الحفر والإنجاز والاحتياجات الإنتاجية. وتأتي تلك الزيارة في إطار جهود أرامكو السعودية لتعزيز شراكاتها في توريد عدد من المنتجات والخدمات في 11 قطاعًا رئيسيا تمثّل قيمة استراتيجية للشركة، خاصة أن المملكة هي قلب قطاع الطاقة العالمي، وبوابة الوصول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حفارات تخدم طاقة المنطقة ترأس وفد «فاركو» رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، كلاي ويليامز، وأعضاء القيادة التنفيذية للشركة. وتأتي هذه الزيارة في إطار الأنظمة والمؤسسات الجديدة والمُحدثة التي بدأت المملكة في إرسائها لتسهيل مزاولة الأنشطة التجارية التي تجعل البلاد مقصدًا أكثر جاذبية لاستثمار الشركات من جميع أنحاء العالم. وخلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي اختتمت فعالياته أخيرًا في الرياض، كانت «فاركو» إحدى الشركات العالمية التي وقّعت علاقات تعاون تجارية عالية القيمة مع أرامكو السعودية. وشملت مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع «فاركو» في ذلك المنتدى، استثمارات كبيرة في تصنيع وإصلاح معدات الحفر على اليابسة. وأسّست أرامكو السعودية مشروعًا مشتركًا مع «فاركو» لتطوير أجهزة حفر برية ومعدات تصنيع وتسهيلات لما بعد البيع في رأس الخير. وتتوزع حصص الملكية في هذا المشروع بنسبة 30 % لأرامكو السعودية و70 % ل«فاركو»، وذلك باستثمار إجمالي يبلغ نحو 287 مليون دولار من الشريكين. وسيعمل هذا المشروع العصري والمتكامل بطاقة إنتاجية تصل إلى إنتاج 10 حفارات في العام تخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. مزيد من المنشآت يتماشى التعاون مع شركات مثل «فاركو» مع رؤية السعودية 2030 من خلال المساعدة في تنويع الاقتصاد المحلي، وإضافة المزيد من القيمة محليًا، والمساعدة في أنشطة التصنيع الوطنية، وتشجيع توليد فرص العمل، وتمهيد الطريق لمساعي أرامكو السعودية لتوطين 70% بين مورّديها. بحلول عام 2021، في إطار مبادرة تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء). وتشير التقديرات إلى أن مشروع الشركة المشترك سيعمل على توليد فرص عمل محلية تصل إلى 1100 وظيفة مع اكتمال تشغيله بشكل كامل، وذلك في عدة تخصصات متفاوتة الخبرات. وستعمل «فاركو» كذلك على بناء منشآت أخرى في المملكة، ومن بين المخطط لها حاليا منشأة في المدينة الصناعية الثالثة الدمام (مدن 3) لتصنيع الأنابيب غير المعدنية، وذلك لدعم مشاريع الأنابيب. وستكون المنشآت قادرة أيضًا على تصنيع أغلفة الأنابيب غير المعدنية لمجموعة من تطبيقات قاع البئر. إضافة إلى ذلك، أعلنت الشركتان أن مشروعهما المشترك المقترح سيؤسس مركز تدريب لتطوير الفنيين السعوديين لصيانة وتشغيل تقنيات الحفر المتطورة التي ينتجها المشروع.