في ليلة احتفالية تكريمية، تحولت اللغات الخطابية بها من المديح والشكر إلى المكاشفة، بانت خلالها معالم "ثقل" حمل مسؤولية قيادة دفة جهة إعلامية ليست بالمكتوبة إنما مرئية قبيل موسم الحج بفترة وجيزة، هدفت إلى نقل صورة مشرقة مميزة لموسم الحج المنصرم لكافة بقاع العالم.. هكذا تحول مشهد حفل تكريم وزارة الثقافة والإعلام لكافة العاملين في موسم حج العام المنصرم 1431 من البهجة بالتكريم إلى الفرحة بالقدرة على نجاح مسؤوليات ألقيت على عواتق مسؤولين أكفاء كانوا عند حسن ظن من راهنوا عليهم. ووقف وكيل وزارة الثقافة والإعلام، المشرف العام على التلفزيون السعودي عبدالرحمن الهزاع الذي صارح الحضور بعدم اعتقاده بالعودة إلى التلفزيون السعودي بعد خروجه منه قبل 5 سنوات بعد 20 عاما أمضاها. وقال الهزاع "فوجئت بتكليفي مشرفاً على التلفزيون بعد اتصال هاتفي من وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة يستشيرني فيمن هو الشخص المناسب لقيادته وقلت في نفسي حينها (اللهم حوالينا ولا علينا)، ساعتها طرحت عدة أسماء كانت محل عدم قبول الوزير ليلقي على مسامعي رغبته في قيادتي لدفة التلفزيون، لتبدأ بعدها هواجس الأفكار والمقترحات التطويرية للتلفزيون في مخيلتي، وكان الرابح الأكبر من ذلك "نظام ساهر" الذي اصطادني مسرعاً وقاطعاً إشارات مرورية". واعترف الهزاع خلال كلمته خلال الحفل أمس، بأن التغطية التلفزيونية للقنوات السعودية كانت مميزة خلال الحج، "إلا أنها كان يمكن أن تكون أفضل مما كانت عليه لو أسعفنا الوقت بالترتيب لذلك مبكرا", وأنه واجه صعوبة تكمن في نقص الكوادر القادرة على النقل المباشر للأحداث، مما دعاه للاستعانة ببعض كوادر الرياض رغم الظروف المحيطة بهم مثل وفاة والد أحدهم قبل 3 أيام من التحدي، وتمتع الآخر بإجازته مرافقا لأبنائه. وكشف الهزاع عن فوز قناة الإخبارية بأفضل تغطية مرئية في التلفزيون في التصويت الذي قام بعمله من هاتفه المحمول، بالإضافة إلى صفحته عبر الفيس بوك، محققة 227 صوتا، متقدمة بفارق بسيط عن القناة السعودية الأولى التي نالت 217 صوتا، وتابع: بالرغم من إدلاء الوزير بصوته لإحدى القنوات إلا أننا استقبلنا مقترحات من وزراء ووكلاء وزارات وأمراء وصحفيين. وتأسف الهزاع على حال أحد الذين أجابوا على رسالته الاستفتائية بأنه غير متابع للقنوات السعودية بزعمه النيل منا، وأن إجابته شفت ما في صدورنا كونه الوحيد المعارض لنا من بين 1000 شخص بعثت لهم ذات الرسالة. من جهته، كشف وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة في تصريح صحفي عقب الحفل أن وزارته تنسق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لإنشاء قناة تعليمية، مشيراً إلى أن "الثقافة والإعلام" لا تستطيع إنشاء هذه القناة دون الوزارتين، وقال إن الصحافة تمثل ضمير الوطن والإنسان، وأشاد بكتاب الرأي في الصحف السعودية وقال إنهم مشاركون في تنمية الوطن. وأضاف خوجة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤمن بالشفافية وحرية الرأي، والحرية المسؤولة. وناشد الإعلاميين للقيام بمهامهم لأنهم أمام مسؤولية كبيرة وأمانة لخدمة هذا الوطن.