فيما ردت لجنة ضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة متخصصة في شؤون نزع الأسلحة، طلباً تقدّمت به روسيا لمناقشة مشروع قرار يهدف إلى المحافظة على معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي تريد الولاياتالمتحدة الانسحاب منها، باعتباره من اختصاص مجلس الأمن الدولي، تحدثت تقارير عن تصعيد متبادل بين موسكووواشنطن بعد إعلان الأخيرة، الأسبوع الماضي، عن نيتها الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، مشيرة إلى حالة استنفار في حلف شمال الأطلسي «الناتو» تضمنت الإعلان عن إنشاء أنظمة بحرية مسيرة موحدة لمواجهة خطر الغواصات الروسية، كذلك إجراء 31 دولة في حلف «الناتو» يوم الخميس الماضي، أكبر مناورة لها منذ عقود، وامتدت من بحر البلطيق إلى أيسلندا، وشملت تدريبات عسكرية بالقرب من روسيا، التي أجرت هي نفسها تدريبا عسكريا ضخما الشهر الماضي، وأكدت التقارير أن الحلف يريد تقوية دفاعاته، بعد سنوات من خفض النفقات العسكرية، والمهام القتالية في مناطق بعيدة، سيما بعد التصعيد الأميركي الأخير ضد روسيا. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت تقريرا في العام 2016، أشارت فيه إلى أن روسيا تنتهك التزاماتها بموجب المعاهدة المتمثلة في عدم «امتلاك أو إنتاج أو اختبار» أي صاروخ موجه ينطلق من الأرض، يتراوح مداه ما بين 500 كيلومتر و 5500 كيلومتر أو «امتلاك أو إنتاج أنظمة إطلاق لمثل هذه الصواريخ، فيما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل أيام، بأن الولاياتالمتحدة لن تلتزم بمعاهدة متوسطة أو قصيرة المدى في الوقت الذي تنتهكها فيه موسكو، مضيفا أن بلاده ستطور هذه الصواريخ. وقال حلف «الناتو»، في بيان إن عددا من كبار المسؤولين الأميركيين ناقشوا مع مسؤولين من الدول الأخرى الأعضاء في الحلف، مستقبل معاهدة للصواريخ النووية، معبرين عن القلق من نظام صاروخي روسي جديد. بحث العواقب في المقابل، قال نائب رئيس الأكاديمية الوطنية الروسية للشؤون الجيوسياسية، سيفكوف كونستانتين، إن على بلاده أن تلجأ إلى أساليب غير تقليدية حتى تضمن التوازن النووي مع الولاياتالمتحدة التي لوحت مؤخرا بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة والقصيرة المدى، مطالبا موسكو بأن تجعل من الحرب النووية شيئا غير عقلاني ولا معنى له، من خلال اللجوء إلى استراتيجية غير معتادة. وأضاف أن روسيا لا تستطيع أن تجاري الولاياتالمتحدة في السباق النووي على النحو المألوف، ولذلك فإن الحل بحسب قوله هو أن تطور موسكو قنبلة نووية هائلة تستطيع حمل 100 ميجا طن من المواد المتفجرة. من جانبهم، ذكر خبراء في التسليح، أن الحلفاء الأوروبيين سيواجهون المخاطر الحقيقية لإنهاء اتفاقية الأسلحة النووية المتوسطة والقصيرة المدى، حيث إن ذلك يزيل جميع القيود المفروضة على إنتاج وإطلاق الصواريخ الروسية غير القانونية، مما يزيد من التهديد لدول الناتو في مدى الصواريخ، مشيرين إلى أن الانسحاب من الاتفاقية «يسمم بئر الاستقرار النووي»، ومن المرجح أن يكون له تأثير مروع على أي صفقات أسلحة نووية في المستقبل. الحرب الباردة ذكر الخبراء أنه خلال الحرب الباردة، تم تصميم سلسلة من المعاهدات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، لتجنب سوء التقدير والحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة- على الرغم من أن واشنطنوموسكو كانتا خصمين، لافتين إلى تهاوي عدد من هذه الاتفاقيات في السنوات الأخيرة، ومن بينها معاهدة الحد من الأسلحة النووية عام 2002، عندما غادرت واشنطن معاهدة الصواريخ المضادة للقذائف الباليستية، واستمرت في توسيع نطاق دفاعاتها ضد الصواريخ الباليستية، بينما كشفت روسيا عن الجيل القادم من أسلحتها النووية، والتي صممت لتخطي شبكة أميركا الواسعة من أنظمة الإنذار المبكر والدفاع. وأكد الخبراء أن الولاياتالمتحدة لن تقوم بنشر صواريخ جديدة كان من الممكن أن يحظرها المشروع النووي، ولكن روسيا سوف تفعل ذلك بما يشكل خطورة على دول الناتو. ولفت الخبراء إلى أن هناك وجهات نظر مختلفة حول أهداف الأميركيين. وأن بعض الناس يعتقدون أن التهديد بالانسحاب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية للمساومة والابتزاز، سيما وأن الانسحاب أداة إضافية للضغط على الدول الأوروبية، كما أن العالم القديم سيصبح رهينة لهذا الوضع، وساحة معركة محتملة.
خطوات الناتو إنشاء أنظمة بحرية مسيرة موحدة لمواجهة خطر الغواصات الروسية. إجراء 31 دولة في الحلف أكبر مناورة لها بالقرب من روسيا. تأكيد الحلف على ضرورة تقوية دفاعاته وزيادة النفقات العسكرية. مطالب روسية إزالة القيود المفروضة على إنتاج وإطلاق الصواريخ الروسية غير القانونية. تطوير موسكو قنبلة نووية هائلة تستطيع حمل 100 ميجا طن من المواد المتفجرة. اللجوء لأساليب غير تقليدية لضمان التوازن النووي مع الولاياتالمتحدة.