قد يكون تجهيز بيلاروسيا بمنظومات"اسكندر"الصاروخية التكتيكية، أحد خيارات رد روسيا على نشر أجهزة من المنظومة الاميركية للدفاع المضادة للصواريخ بأوروبا. ومدى نموذج"اسكندر ?أ"المخصص للتصدير ويتوقع تجهيزه الى بيلوروسيا لا يزيد على 280 كلم. وأعلنت مينسك ان لواء الصواريخ الذي تنوي التسلح به يرابط في مقاطعة موغيليوف، أي عند الحدود مع روسيا. والپ280 كلم لا تكفي لإصابة صواريخ الاعتراض الاميركية التي ينوي الأميركيون نشرها ببولندا. والپ280 كلم لا تفي بغرض الدفاع ولو نشرت الاجهزة هذه في مقاطعة بريست المتاخمة لبولندا. ولكن الامر يختلف اذا صنع نموذج متطور من جهاز"اسكندر"الصاروخي يزيد مداه على 500 كلم. وهذا تشمله معاهدة الغاء الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. ويعني نصب هذا النوع من الاجهزة انسحاب روسيا من المعاهدة. وينظر الى امكان اقدام موسكو على هذه الخطوة في ضوء انشاء الولاياتالمتحدة المنطقة الثالثة لمواقع منظومة الدفاع المضادة للصواريخ بأوروبا. فاحتمال نشر منظومة دفاع مضادة للصواريخ بجوار روسيا يستفز موسكو. ويمكن الخبراء منقسمون على الانسحاب المحتمل من معاهدة الغاء الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. فيرى ألكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي موسكو، أنه لا يجوز الاستخفاف بنشر منظومة دفاع مضادة للصواريخ بأوروبا، على ضآلة طاقتها مقارنة بقوات الردع النووي الروسية. فمواصلة برنامج الدفاع المضاد للصواريخ، بحسب الاميركيين أنفسهم،"تبقى مفتوحة". فلا الولاياتالمتحدة، ولا حلفاؤها، يضمنون اقتصار الامر على رادار واحد بتشيخيا، وقاعدة واحدة من 10 صواريخ اعتراض ببولندا. ويحض أرباتوف على تحليل ايجابيات وسلبيات انسحاب روسيا من معاهدة الغاء الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في شكل دقيق بعد حساب العواقب العسكرية الاستراتيجية والمالية الاقتصادية والسياسية المحتملة. ويرى الخبير ان لدى روسيا، منذ اليوم، وسائل فعالة للتصدي للمنظومة الاميركية المضادة للصواريخ بأوروبا. ويسعها نشر بعض افواج الصواريخ البالستية العابرة للقارات،"توبول-م"، بتكلفة اقل بكثير، ومن غير الخروج على معاهدة الغاء الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. ولا يستبعد ارباتوف ان ترد الولاياتالمتحدة على احياء الصواريخ الروسية المتوسطة المدى باستئناف برنامج صواريخها المتوسطة المدى،"بيرشينغ-2"والصواريخ المجنحة البحرية المرابطة، وصنع اجهزة متوسطة المدى، مطورة وجديدة، ونشرها بأوروبا. ولا شك في ان جهاز"اسكندر"الصاروخي سلاح ناجع، وأعد لتوجيه ضربات الى الاهداف الصغيرة الحجم، مثل الاجهزة الصاروخية، بما فيها صواريخ الاعتراض من منظومة الدفاع المضادة للصواريخ التي ينوي الاميركيون نشرها في بولندا. عن بيوتر غونتشاروف ، "نوفوستي" الروسية ، 18/11/2007