انتقد مسرحيون، ومتابعون للشأن المسرحي «محليا»، ارتفاع أسعار تذاكر المسرحيات الخليجية، التي عرضت في الأحساء أخيرا، بأكثر من 10 أضعاف سعرها، مقارنة بأسعار تذاكر المسرحيات المحلية، ليصل سعر تذكرة دخول إحدى المسرحيات الخليجية، المدعومة من الهيئة العامة للترفيه إلى 350 ريالا للتذكرة الواحدة، واصفين خلال أحاديثهم ل«الوطن» ، تلك الأسعار بأنها غير مبررة، وأنها مبالغ فيها بشكل كبير. أعمال ترتقي بوعي المتلقي أبدى مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، نائب رئيس جمعية المسرحيين السعوديين (سابقا) المخرج المسرحي علي الغوينم، استياءه الشديد من ارتفاع أسعار التذاكر للمسرحيات الخليجية، رافضا فكرة التعامل مع العروض المسرحية (تجاريا)، وأن يكون الهدف فقط كسب الأرباح، مشددا على ضرورة تحديد أسعار التذاكر، وأن تكون في متناول الجميع، للتشجيع على نشر الوعي بالثقافة المسرحية، وتعويد الأسر على الحضور للمسرح، واصفا حضور عائلة مكونة من 5 أفراد ب 1800 ريال لعرض مسرحي خليجي، بغير المنطقي، مع احترامه وتقديره للممثلين أو مضمون العمل المسرحي –على حد قوله-، مبينا أنها مرتفعة جدا، وتفوق طاقة المتلقين أو الجماهير. وأضاف الغوينم، من حقق الفرق والمؤسسات المسرحية الربح، الربح المعقول، وليس الأرباح الخيالية، وألا يعامل الجمهور المسرحي معاملة «التجار»، مشددا على أن دخول وتعمق «التجارة» في المسرح، سيفقد المسرح مضمونه الثقافي كمنصة وعي للجماهير، ويتحول مضمونه إلى «الضحك» فقط، موضحا أن فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء لا يتعامل مع العروض المسرحية كتجارة، وأن الجمعية غير ربحية أبدا، وأن التركيز فقط على تغطية التكاليف، بجانب تقديم أعمال ترتقي بثقافة ووعي المتلقي، منتقداً امتداد وقت المسرحيات الخليجية، التي جرى عرضها في الأحساء أخيرا إلى 3 ساعات، لافتا إلى أن المدة المناسبة للعرض المسرحي ساعة واحدة وربع الساعة كحد أقصى، قبل أن تتحول إلى سوالف «فارغة» بغرض التمديد في الوقت، مؤكدا أن المسرح هو بمثابة المتعة السمعية والبصرية، وليس الحوار فقط، مع ضرورة اختيار الكوميديا الراقية، وكوميديا الموقف، والكوميديا السوداء، وليس كوميديا التهريج، مقترحا تشكيل لجنة، تضم مجموعة من المختصين لتقييم العروض وكتابة تقرير عن المسرحية قبل العرض.
جشع العيد رفض المخرج والممثل المسرحي إبراهيم الخميس، أسعار تذاكر المسرحيات الخليجية في الأحساء باختلاف درجاتها، وقال: بات ارتفاع أسعار التذاكر لمسرحيات الفرق الخليجية، حديث مجالس الأحساء، وسط استياء الجميع، وهناك ردود أفعال لشريحة واسعة من المجتمع بمقاطعة شراء هذه التذاكر، مطالبا بخفضها لتكون متاحة لذوي الدخل المتوسط والمنخفض، مضيفا أن أسعار تذاكر دخول المسرح في عدة دول عربية وأجنبية أقل بكثير من أسعار تذاكر المسرحيات الخليجية في الأحساء، والتي عادة ما تكون في متوسط 25 دولارا (95 ريالا)، مبديا تحفظه الشديد على تحقيق الأرباح بعد نهاية العروض المسرحية، هو الهدف الرئيس والأسمى للمسرحية، مبينا أن الفترة الأنسب لجشع وطمع القائمين على الفرق المسرحية الخاصة بفتح شبابيك التذاكر، وبأسعار واصفا إياها ب«الخيالية»، هي أيام الأعياد من كل عام، وللأسف فيها استغلال لهذه المناسبة السعيدة في جني الأرباح. الاستغناء عن الكبار أكد المخرج والممثل المسرحي سلطان النوة، أن الجمهور السعودي محب للمسرح للخليجي، بيد أن هناك مبالغة في أسعار التذاكر للمسرحيات الخليجية، ويجب ألا يتحمل الجمهور ، الأعباء المالية الإضافية في العرض المسرحي، الناتجة من استضافة ممثلين أو تجهيزات أو معدات للعرض المسرحي بمبالغ مالية باهظة، مبينا أن ارتفاع أسعار التذاكر، قد يتسبب في عزوف الكثيرين عن الحضور للعروض المسرحية، ويخلق ردة فعل سلبية عند الجماهير تجاه الممثلين والقائمين على العرض، تتمثل في أن الربح المالي فقط هو العنصر الأبرز عند الممثلين، معتبرا المسرح لغة جمالية، يجب أن تقدم للناس للاستمتاع من خلالها، ولا يجب استغلالها ماليا، داعيا إلى الاستغناء عن استقطاب ممثلين كبار من الخارج، الذين قد تكون مشاركتهم مكلفة مالية، واستقطاب ممثلين محليين، وأن الأحساء بشكل خاص والسعودية بشكل عام مليئة بالممثلين والفنانين ذوي المواهب المسرحية، وأن الفارق بين الممثلين الخليجيين والمحليين، هو الحضور الإعلامي من خلال شاشات التلفاز للممثلين الخليجين، في حين أنها لم تتح للممثلين المحليين، مستشهدا في ذلك بالتمثيل المسرحي السعودي في المحافل والمهرجانات الدولية والمسابقات، وحصد الأعمال المسرحية السعودية جوائز عالمية، ونافست عروضا أجنبية ودولية أخرى. تبني الهيئة العامة للترفية قال المسرحي عبدالمنعم الغزال: إن المسرحيات أو العروض الخليجية، التي جرى عرضها في الأحساء، كانت مدعومة من الهيئة العامة للترفيه، مقترحا تبني الهيئة العامة للترفية، الجهة الداعمة للمسرحية، والتي يصل فيها قيمة الدعم من 30 % إلى 50 % من إجمالي تكاليف المسرحية، تحديد قيمة التذاكر وفق معايير مناسبة، تضعها الهيئة، كحجم العرض مثلا بالنجوم التي تحويه، مكان العرض، وأهليته للعروض، بجانب تفعيل دور جمعيات الثقافة والفنون للإشراف على مستوى العروض وأماكن العروض ومدى أهليتها. واقترح مسرحي –طلب عدم نشر اسمه- ضرورة تبني جهة محايدة لمتابعة بيع التذاكر، مع تحديد مخطط عام لمواقع المقاعد، وتوزيع الدرجات، لمنع التلاعب في تحديد المقاعد من خلال وضع رقمي (الصف، والعمود)، وإتاحة الشراء لجميع المقاعد غير المباعة، دون فرض مقاعد أو درجات، كفرض الدرجات المتقدمة للبيع بهدف، ضمن بيع التذاكر الأعلى سعرا.