شارك نحو 2.3 مليون حاج مسلم، منذ فجر أمس، أول أيام عيد الأضحى، في رمي جمرة العقبة الكبرى في منى، في شعيرة أخرى من شعائر الحج. وانسابت حركة ملايين الحجيج بيسر وسهولة، مستفيدة من خطة تنظيم دقيقة أمّنت حركة الحجاج من مزدلفة نحو منى، حيث رموا جمرة العقبة الكبرى. وتوجّه الحجاج الذين رددوا التلبية والتكبير حاملين مظلاتهم، فيما خفف الرذاذ المنبعث من أعمدة نصبت خصيصا للتخفيف عنهم حرارة الشمس، وصولا إلى جمرة العقبة الكبرى، وعبورا منها. وبعد الفراغ من رمي جمرة العقبة الكبرى، تولى الحاج ذبح الهدي، ثم الحلق أوالتقصير. وفي حين يتولى قسم من الحجاج ذبح الأضاحي في مكةالمكرمة ومنى، يقوم قسم آخر بدلا من الذبح شراء إيصالات بنحو 375 ريالا، تخصص لشراء أضحية، يوزع لحمها لاحقا على الفقراء.
طواف بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير والتحلل الأول، توجه كثير من الحجيج إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة، وهو من أركان الحج، قبل أن يعودوا لاحقا إلى منى ليبيتوا فيها أيام التشريق، حيث يرمون الجمرات الثلاث. دقة الشعائر شكّل رمي الحجاج 7 حصوات على شاخص تأسّيا بما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام، أحد أكثر شعائر الحج دقة، إذ أحضروا معهم الحصى من مزدلفة التي نفروا إليها مساء أول من أمس، بعد وقوفهم على صعيد جبل عرفة لأداء الركن الأعظم من الحج.
حضور أمني على طول المسارات المؤدية إلى جمرة العقبة الكبرى، انتشرت عناصر الأمن بعدد كبير لإرشاد الحجاج إلى موقع الجمرة، بينما سعى آخرون إلى حث حجاج انتهوا من أداء مناسكهم على المغادرة لإفساح المجال أمام غيرهم من الحجاج.
تنظيم جيد أدى الحجاج مناسكهم وهم يلهجون بالدعاء، ويثنون على ما تقدمه المملكة من خدمات، إذ قال معين الدين أحمد «35 عاما» الذي قدم من بنجلاديش «أشعر بشعور جيد على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة». وأضاف «الحكومة السعودية قامت بالاهتمام بكل هذا.. هناك كثير من الأمن وكثير من الانضباط». وتشكل إدارة حشود الحجاج -خصوصا عند رمي الجمرات- أحد أكبر التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في كل موسم حج. وقد انتشر عشرات آلاف عناصر الأمن، من بينهم الشرطة والدفاع المدني، في الحج، بحسب السلطات السعودية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصل إلى منى أول من أمس، ليشرف على الحجيج، وكتب الملك على تويتر «إن الشرف الأكبر الذي أكرم الله به بلادنا هو خدمتها لضيوف الرحمن».
تهليل وتكبير على طول المسافة من مزدلفة إلى منى، ومنها إلى الحرم المكي، مضى أكثر من مليوني حاج وسط خدمات متكاملة وفّرتها المملكة لراحتهم. وكان حجاج بيت الله الحرام توجهوا بعد غروب شمس الإثنين إلى مشعر مزدلفة، بعد وقوفهم على صعيد عرفات. وأدى ضيوف الرحمن -عقب وصولهم إلى مزدلفة- صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، اقتداءً بسنّة النبي الكريم.