أجرت أستاذة علوم التغذية بكلية كينجز في لندن، صوفي ميدلين، أبحاثا تؤكد أن الغذاء النباتي له فوائد صحية جمة، إذا تم التخطيط له بشكل جيِّد، وبالطبع يسعى كثير من الناس إلى اتباع نظام غذائي صحي، وبالنسبة لأولئك الذين اتبعوا نظاما غذائيا غنيا باللحوم ومنتجات الألبان معظم حياتهم، يمكنهم اتباع نظام غذائي نباتي يؤدي إلى تغييرات صحية كثيرة داخل أجسامهم. الأسابيع القليلة الأولى أول ما يمكن أن يلاحظه شخص ما عندما يبدأ نظاما غذائيا نباتيا هو زيادة طاقته الجسمانية مع إزالة الدهون، التي يسببها تناول اللحوم المصنَّعة، التي توجد في عدد من الحميات الغذائية، نتيجة تناوله الفواكه والخضروات والمكسَّرات، وبالطبع تعزز هذه الأطعمة النباتية مستويات الفيتامينات والمعادن والألياف، والتفكير في وجبات طعام خفيفة تساعد في الحفاظ على مستويات طاقة ثابتة للجسم. ومع مرور الوقت دون تناول منتجات حيوانية لمدة أسابيع، من المحتمل أن يكون هناك تحول في وظيفة الأمعاء، إما نحو نمط صحي أكثر انتظاما، أو زيادة في الانتفاخ والغازات والحركات السائبة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع محتوى الألياف في نظام غذائي نباتي وزيادة، في وقت واحد، في الكربوهيدرات التي تُخمَّر في الأمعاء، ويمكن أن تسبب متلازمة القولون العصبي. بعد 3 إلى 6 أشهر بعد عدة أشهر في نظام غذائي نباتي، يجد بعض الناس أن تناول مزيد من الفواكه والخضروات والتقليل من المواد الغذائية المصنَّعة يمكن أن يساعدا بوضوح في إزالة حب الشباب، وعند هذه النقطة، قد تنخفض مخزونات فيتامين»D» لأن مصدره الرئيس يتوافر في نظامنا الغذائي من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، وقد لا يلاحظ ذلك إلا بعد فوات الأوان، ويجب التركيز على أن فيتامين»D» ضروري في الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات، وقد ارتبط نقصه بالسرطان وأمراض القلب والصداع النصفي والاكتئاب، علما بأن مخزون فيتامين»D» لا يدوم إلا لمدة شهرين في الجسم الذي يُمكنه أن يصنع فيتامين»D» من أشعة الشمس، وتناول الكثير من الأطعمة المقوية أو المكملات الغذائية المهمة، خاصة في أشهر الشتاء. وفي غضون بضعة أشهر، قد يكون لاتباع نظام غذائي نباتي متوازن وأغذية مصنَّعة منخفضة الملح فوائد رائعة لصحة القلب والأوعية الدموية، مما يساعد على الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية والحد من خطر الإصابة بالسكري، وقد يكون التكيُّف كافيا لمنع أوجه القصور لبعض الناس ولكن ليس للجميع، وفي هذه الحالة يمكن سد النقص بمكملات داعمة. من 5 أشهر إلى عدة سنوات بعد مرور سنة تقريبا على نظام غذائي نباتي، قد يستنفد فيتامين B12 من الجسم، وهو عنصر غذائي ضروري يعمل على تكوين الدم والخلايا العصبية، ولا يمكن العثور عليه إلا في المنتجات الحيوانية، وتشمل أعراض نقص فيتامين B12 ضيقا في التنفس، والإرهاق، وضعف الذاكرة والوخز في اليدين والقدمين. وبعد بضع سنوات على نمط الغذاء النباتي، ستبدأ عظامنا في التغيير، وبما أن هيكلنا العظمي هو مخزن المواد المعدنية، فيمكننا أن نضيف المعادن إلي طعامنا حتى سن ال30 وبعد ذلك، قد لا يمكن لجسمنا امتصاص المعادن، للحصول على ما يكفي لإمداد الهيكل العظمي بالكالسيوم الذي يسبب نقصه هشاشة العظام، علما بأن الخضار الغني بالكالسيوم مثل الكرنب والبروكولي قد يحمي العظام، ولكن العديد من النباتيين لا يلبون متطلبات الكالسيوم، وهناك خطر متزايد بنسبة 30% لكسور العظام بين النباتيين مقارنة مع من يتناولون اللحوم ومنتجاتها. التوازن عند التفكير في اتباع النظام الغذائي النباتي، فإن التوازن أمر أساسي، فالوجبات الغذائية النباتية المتوازنة قد يكون لها فوائد صحية كبيرة، إلا أن العديد من هذه الفوائد يمكن أن تتعرض لأوجه قصور إذا لم تتم إدارة النظام الغذائي بعناية مركزة، وهناك محلات «السوبر ماركت» ومنافذ الأطعمة التي تجعل من السهل أكثر من أي وقت مضى الاستمتاع بنظام غذائي نباتي متنوع ومثير، مما يجعل شهيتنا للحوم آخذة في الانخفاض بشكل عام. وبالإعداد الصحيح، يمكن أن تكون الحمية النباتية مفيدة لصحة الإنسان.