حتى وقت قريب كان النباتيون أقلية في عالم تكثر فيه الأطعمة السريعة التي تعتمد على اللحوم، لكن يشهد العالم تزايدا في عدد النباتيين، ربما يأتي ذلك كأسلوب للوقاية من أمراض العصر الناتجة عن الأطعمة غير الصحية. وتؤكد اختصاصية تغذية أن هناك إيجابيات لهذا النظام الغذائي، منها أن متبعيه أقل تعرضا للأزمات القلبية، وفي المقابل تذكر سلبيات منها خلو هذا النظام من عناصر غذائية مهمة كالحديد. وترى أخصائية التغذية فابيان مقادسي أن النمط الغذائي النباتي يتميز بعدد من الإيجابيات يقابلها عدد من السلبيات، وليس بالضرورة أن يخلق الإنسان نباتياً، بل يتحول بين ليلة وضحاها إلى هذا النمط الغذائي. وتعزو أسباب عزوف الشخص النباتي عن تناول اللحوم، وكل ما هو من أصل حيواني إلى عدة عوامل، وتقول " قد يكون الشخص ورث هذا النمط عن أهله النباتيين، وقد يعود السبب إلى معتقدات تمنعه من استهلاك اللحم الحيواني، أو لاعتبارات إنسانية، وشعوره بالذنب من أكل لحم الحيوان أو حتى قتله، أو لأسباب اقتصادية كعدم مقدرته على شراء اللحوم، أو إلى مشاكل صحية مثل أنواع من الحساسية يعاني منها". وتشدد فابيان على أن يأخذ النباتي عدة أمور في الاعتبار، منها تزويد جسمه بالحديد، لذلك عليه البحث عن مصادر غذائية غنية به غير اللحوم مثل فول الصويا، والحبوب الكاملة كالشعير، والأرز، والذرة، والحنطة، والأطعمة التي تحتوي على الفيتامين. ونصحت النباتيين أيضا بتعويض الكالسيوم الموجود في الحليب ومشتقاته، بتناول الصويا، والنباتات، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ، والملوخية، والسلق، وأيضاً التين الغني بالكالسيوم. أما فيتامين D فيمكن أن يكسبه الجسم من خلال التعرض لأشعة الشمس. وعن سلبيات النظام النباتي قالت إن "أكثر ما يثير الجدل بين النباتيين يتعلق بفيتامين 12B الذي لا يتوافر في النبات بكثرة، حيث يؤدي نقصه إلى الإصابة بفقر الدم، والإحساس بالوخز في الأطراف، ولذلك يعالج بعضهم نقص هذا الفيتامين بالبقول والفواكه من خلال تناول منتجات الألبان، ومستخلصات الخميرة". وأشارت مقادسي إلى أن اعتماد الأشخاص النباتيين على الخضار والفواكه جعل أهم ما يميز وجباتهم احتواؤها على نسبة عالية من الألياف، وحامض الفوليك، ومضادات الأكسدة مثل فيتامين E و C ، والكاروتينود التي تقي من الإصابة بسرطان الثدي، والقولون، وحصى المرارة، والأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والتنفسي، وتتضمن أيضاً نسبة كبيرة من الفيتامينات المتوافرة بكثرة في الفاكهة، والخضراوات.. وهذه المواد الغذائية تقود إلى الشعور بالشبع، ومكافحة الإمساك، وانخفاض نسبة السعرات الحرارية، وذلك لانخفاض نسبة الدهون المتناولة. وعن الإيجابيات قالت إن النباتيين الذين لا يأكلون اللحوم يحتفظون بحيويتهم أكثر فيكون ضغط دمهم منخفضاً، وكذلك نسبة الكولسترول في الدم، مما يعني أن نسبة احتمال تعرضهم للأزمات القلبية تكون أقل من آكلي اللحوم. وتنصح فابيان بتناول الصويا، والبقوليات، وزبدة الفول السوداني، والأفوكادو، وحليب الصويا، وحليب الأرز كامل الدسم، أو المدعم، واستعمال بروتين الصويا كبديل للبروتين الحيواني.