قال مسؤولون في باكستان -أمس- إن عدد قتلى هجوم انتحاري استهدف تجمعا انتخابيا في إقليم بلوخستان -جنوب غرب البلاد- الجمعة الماضي، ارتفع إلى 149، ليكون بذلك أحد أعنف الهجمات في تاريخ البلاد. وأثار وقوع تفجيرات في أنحاء باكستان، بالتزامن مع تكثيف الحملات الانتخابية قبل انتخابات عامة تجرى يوم 25 يوليو، مخاوف من تصاعد أعمال العنف في الدولة التي يقطنها 208 ملايين نسمة، ويمكن للتجمعات السياسية فيها أن تجتذب عشرات الآلاف. داعش يعلن مسؤوليته أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعا انتخابيا لحزب بلوخستان عوامي خارج بلدة مستونج، وسقط بين القتلى في هذا التفجير سراج رئيساني مرشح الحزب لعضوية مجلس إقليم بلوخستان. وأظهر مقطع مصور رئيساني وهو يتحدث قبل وقوع الانفجار مباشرة، ويوجه التحية لحشود جالسة على الأرض في خيمة كبيرة، ثم وقع الانفجار وانقطع التسجيل. قال مسؤولون في الحكومة المحلية، إن منظمي التجمع الانتخابي لم يبلغوهم به، وبالتالي لم يقوموا بتوفير حماية لرئيساني بخلاف حراسه الشخصيين. 149 قتيلا أوضح المسؤول الكبير في الشرطة قيم الأشعري، أن «عدد القتلى في مذبحة مستونج الآن 149»، مضيفا أن 9 أطفال من بين القتلى، وأن أكثر من 180 أصيبوا. ويتوقع المسؤولون ارتفاع عدد القتلى، إذ يقبع كثير من المصابين في حالة حرجة بالمستشفيات في مستونج وكويتا عاصمة الإقليم، ومدينة كراتشيجنوب البلاد. وحتى الأسبوع الماضي كانت الحملات الانتخابية في باكستان سلمية نسبيا، مقارنة بالهجمات المتكررة التي شنتها حركة طالبان باكستان خلال انتخابات عام 2013، والتي أدت إلى مقتل 170 شخصا، وذلك حسبما تفيد إحصاءات من المعهد الباكستاني لدراسات السلام. تفجير انتحاري فجّر انتحاري من طالبان باكستان -الثلاثاء الماضي- نفسه في تجمع لحزب عوامي الوطني في مدينة بيشاور -شمال غرب البلاد- مما أدى إلى مقتل 20 شخصا. ومن بين هؤلاء الضحايا هارون بيلور مرشح الحزب الذي قتل والده بشير بيلور القيادي البارز في الحزب في تفجير انتحاري بالمدينة عام 2012. والجمعة الماضي وقع انفجار آخر، استهدف موكبا لحزب ديني هو حزب مجلس العمل المتحد في بلدة بانو شمال باكستان، مما أدى إلى مقتل 4. وكان العنف قد تراجع في باكستان بشكل عام منذ بدأ الجيش عمليات كبرى استهدفت معاقل لطالبان على الحدود مع أفغانستان، في أعقاب هجوم صادم عام 2014 في بيشاور على مدرسة قتل فيها 153 شخصا، غالبهم من الأطفال.