إسلام آباد – أ ف ب، يو بي آي، رويترز - قتل مهاجم انتحاري خمسة أشخاص في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي القبلي في باكستان أمس، حين فجر نفسه عند نقطة تفتيش في شارع مزدحم. ويستكمل ذلك سلسلة هجمات يشنها متشددو حركة «طالبان» في المدينة منذ ان بدأ الجيش في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الماضي عملياته الواسعة على معقلهم في اقليمجنوب وزيرستان (شمال غرب). وأوضح الضابط في الجيش كريم خان ان «الانتحاري تقدم سيراً على قدميه نحو حاجز أمني يقع قرب مكاتب لشركة الخطوط الجوية الباكستانية ودور إعلامية ومدرسة مسيحية للبنات ومنطقة عسكرية في بيشاور، ونسف المتفجرات التي لفها حول جسده خلال تفتيشه يدوياً» وكشف صاحب زادة أنيس المسؤول في حكومة بيشاور ان احد القتلى الخمسة شرطي، مشيراً الى جرح 25 شخصاً، مع العلم ان الانفجار أحدث حالة من الفزع في المكاتب والمتاجر المنتشرة على طول الشارع. كذلك صرح بشير احمد بيلور، الوزير في حكومة الولاية الحدودية الشمالية الغربية بأن السلطات «لن تركع وستواصل معركتها حتى القضاء على الإرهابيين بالكامل». وندد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بالحادث. وقال زرداري: «من ارتكب هذه الجريمة البشعة لن ينجوا بفعلته». ونقل تعازيه الى عائلات الأرواح البريئة مؤكداً التزام الحكومة باقتلاع جذور الإرهاب. وأكد جيلاني ان الإرهابيين والمتطرفين هم أكبر أعداء البلاد، و «سنبذل قصارى جهدنا لاجتثاثهم مهما كلف الثمن». جاء ذلك بعد يومين على تنفيذ فتى هجوماً انتحارياً مماثلاً أمام مقر نادي الصحافة في بيشاور، ما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. وتعهدت السلطات تحسين إجراءات الأمن لحماية وسائل الإعلام التي تلقت تهديدات من «طالبان». وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك ان الحكومة ستبدأ في تأمين «حماية امنية عالية المستوى تشمل بطاقات دخول ومراقبة بالفيديو وحراس مسلحين وآليات مصفحة الى نوادي الإعلام ومسؤوليها في البلاد». وتشدد السلطات إجراءات الأمن المفروضة في بيشاور وباقي انحاء البلاد، لكن محللين يرون انه يستحيل منع مهاجمين انتحاريين يسيرون على الأقدام او يستقلون سيارات من تفجير انفسهم لدى اعتراض طريقهم. وأول من امس، هتف حوالى خمسين صحافياً تجمعوا لتكريم ذكرى ضحايا نادي الصحافة في إسلام آباد: «طالبان أعداء الإسلام وأعداء باكستان!» و «طالبان، الإعلام لن يزحف أمام الارهابيين». وأفاد الاتحاد الفيدرالي للصحافيين في باكستان بأن «موظفي وسائل الإعلام معرضون دائماً لتهديد الجماعات الإسلامية وبينها طالبان التي تسعى الى منعهم من نقل اخبارالاعتداءات». وأشار الاتحاد الى مقتل 45 صحافياً وجرح اكثر من 300 في عمليات وهجمات شهدتها باكستان.