اختتمت الهيئة العامة للثقافة عروض فرقة الأوبرا المصرية بأمسية «التخت الشرقي» في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام وسط حضور وتفاعل من قبل الجمهور مع معزوفات الفنانين كريم زيدان ومحيي صلاح، ومنها معزوفة «ألف ليلة وليلة»، و»مضناك جفاه»، و»جانا الهواء». أمسية التخت الشرقي عبرت عن أهمية الظهور الفني بشكل يتناسب مع ذائقة الجمهور الذي أبدى تفاعلا كبيرا مع الأمسية، وكانت المفاجأة في تفاعل الجيل الصاعد من الشبان، وحفظهم لكل الأغنيات التي باتت تراثا للموسيقى العربية. الانفتاح على الموسيقى يرى الملحن محمد العبدالباقي أن «منطقتنا تحتاج لجميع أنواع الموسيقى، والتخت الشرقي جزء منها، ولكننا نحتاج لمعرفة كل أنواع الموسيقى وحضورها في تراث الشعوب»، مشيرا إلى استضافة فرع جمعية الدمام ملتقى صوت التراث الخليجي، مضيفا، «نحتاج أن نطلع على جزء من هذا التراث، تراث منطقتنا الذي يحتاج من يبحث عنه ويجمعه ويعرف به، ولكننا لسنا محدودين به، بل نحتاج أن نستمع للتراث العالمي، مثل الفرقة الروسية التي استضافها مركز إثراء بالظهران والتي شهدت حضورا كبيرا مما يظهر التعطش للموسيقى والفنون».
الفن يعزز الحب والتعايش أشادت مديرة الموسيقى الشرقية في دار الأوبرا المصرية الدكتورة جهان مرسي بتفاعل جمهور المملكة خلال جولتهم التي اختتمت في الدمام، وشملت مدن الرياضوجدة والطائف وأبها، لافتة إلى أن هذا يؤكد أن الفن ليس له وطن، إنما هو رسالة تتنقل بكل سلاسة لتعزز مفهوم الحب والتعايش بين الشعوب العربية. بينما اعتبر مشرف لجنة الموسيقى بفرع جمعية الدمام سلمان جهام، أن الجمهور كان متعطشا لفرق بمستوى فني عال، وظهر هذا خلال الحضور والتفاعل الكبيرين مع العرض، معتبرا أن منطقتنا تحتاج للكثير من الفنون من فرق وعازفين وملحنين ومؤلفين، وتحتاج لمسرحيين، ولصناع سينما، مشددا على أن حضور الفنانين كان رائعا على أسس فنية سليمة، وقد أتيحت لهم الفرصة لإبراز مواهبهم والظهور على الساحة.
توجه الجيل للأصالة يلفت انتباه العبدالباقي، إلى أن تفاعل الجمهور مع الأمسية والحضور لم يكن محدودا بجيل الستينات والسبعينات ممن استهواه هذا الفن، بل كان للشباب حضور وتفاعل قوي مع المعزوفات وأغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، كان تفاعلا مفاجئا، وأظهر أن الاهتمام بالفن والثقافة الملتزمة موجود لدى الجيل الشاب الذي يحفظ أغاني لمغنين من أجيال تسبقهم، وهذا دلالة على أن الموسيقى الأصيلة تبقى، وأن الأغاني الحديثة، ليست توجها شبابيا لهذا الفن الهابط، وأن هناك شبابا يتمتع بذائقة فنية عالية، يسمع جميع أنواع الموسيقى، وهذه رسالة للفنانين لاحترام أذواق الجمهور. العبدالباقي أرجع الأهمية الفنية لفرق التخت الشرقية إلى أنها تمثل الأصول التي نبعت منها الفنون الأخرى، حيث العود والقانون والكمان والإيقاع تمثل الجذور للموسيقى العربية، «فبالتالي عند سماعنا لها نحن نستمع لأصول الأغنية».
أهمية التخت الشرقي كشف سلمان الجهام عن تنسيق فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مع أكثر من 5 فرق من المنطقة «في الخبر، والدمام، والقطيف، والجبيل» لإتاحة الفرصة لهم للتعريف بهم والظهور وتقديم ما لديهم من فن وإبداع، وأكد أن الحفلات الموسيقية تعطي الفنانين دفعة قوية لإثبات أنهم قادرون على الوقوف على المسرح وتقديم فنون بذات الجودة، «وتعطينا أملا في تأسيس معاهد ومدارس فنون لتكوين جيل يكون واجهة حضارية وفنية للبلد». وأيده عازف التشيللو حمد الخليفة، قائلا، إن «منطقتنا تحتاج للمعزوفات للموسيقية التي غابت لسنوات طويلة عن الجمهور، والفن يحتاج للجمهور كما أن الجمهور يحتاج للفن، وهذا يتطلب تكثيف حضور الفن في المنصات الثقافية لتشجيع الفنانين وإرضاء الجمهور»، موضحا أن أهمية فرق التخت الشرقي تتمثل في نشر الثقافة الموسيقية العربية، وتعريف المجتمع بها وبتاريخ وتراث الموسيقى العربية الأصيلة والتعرف عليها.
4 آلات لجذور الموسيقى العربية: العود القانون الكمان الإيقاع