نغمٌ ودموع.. هو أبرز ملامح أمسية الذكرى العاشرة لرحيل صوت الأرض الفنان طلال مداح في مسرح الدمام بجمعية الثقافة والفنون، مساء أول أمس الأحد. إذ لم يقبل عشاق قيثارة الشرق أن تمر ذكرى رحيل طلال (1939-2000) دون وقفة وتحية لموسيقار الجزيرة العربية. حيث نظّمت لجنة الموسيقى بقيادة الفنان سلمان جهام ليلة فنية سردت فيها أهم مراحل نشأة وتكون وتطور حياة وتجربة طلال الموسيقية إلى جانب تقديم فرقة الجمعية لمجموعة ذهبية من أغنيات الفنان الراحل وسط حضور مشترك من رجال ونساء وأطفال وشيوخ. حيث لم تخل الأمسية من مشاهد إنسانية مؤثرة عندما توقف رجل مسنّ عن الرقص طرباً على إحدى الأغنيات، ليبكي على "طلال" بحرقة أمام الجمهور الذي استقبله بتصفيق لا يقل حماسة وتحية. أما عن الأمسية "الطلالية" فقد اختار المنظمون أن يعيدوا سرد سيرة (صوت الأرض) غناءً، تتشاطره عرض أغنيات مسجلة و"ممنتجة" لطلال إلى جانب تقديم فرقة الجمعية لمجموعة أغان أخرى بصوت الفنان حمد الرشيد، ومشاركة الفنان الشاب عماد محمد وعبادي الخالدي. الجمهور بدوره أثبت انتماءه لأغنيات طلال وهو يعيد جماعياً ترديد الأغنيات الأخيرة والقديمة، مثل (في سلم الطايرة) وأغنية فيلم في شارع الضباب (اسمحولي)، مروراً بالروائع الخالدة، مثل (مقادير) وصولاً إلى (صابرين) التي وصفها سلمان جهام بالأغنية القنبلة لما أحدثته وقت صدورها، فضلاً عن أنها تجسد مرحلة متطورة في تاريخ أغنيات طلال لخروجها من المستوى الموسيقي الواحد إلى المستويات اللحنية المتعددة. عماد محمد الأمسية التي حضرها أعضاء منتدى طلال مداح، وصفتها الشابة نورس محمد بالمدهشة، مضيفة: أنا متفاجئة، شعرت وكأنني في البحرين!، كم هو شعور جميل أن تحضر في المسرح وتشاهد هذا العزف والغناء الرائع". نورس التي جاءت لتآزر أخاها الفنان السعودي عماد محمد، تمنت أن تتكرر مثل هذه الحفلات الفنية في أجواء منظمة وهادئة بهذا الشكل. وهو ما دعت له أم عبد العزيز السماعيل التي جاءت بصحبة زوجها وأبنائها الكبار والصغار، لحضور تكريم ذكرى طلال، متمنية أن تنتقل هذه الحالة إلى النادي الأدبي، وأن يكون الحضور مشتركاً لكي يتفاعل الحضور مع المحاضر. أم عبد العزيز التي أكدت على أن تكريم طلال "شي موبسهل" مثنية على مبادرة "ثقافة الدمام"؛ عللت ضعف الحضور في الشق النسائي من المسرح بخوف الكثير من النساء وعدم معرفتهن بموعد أمسية طلال. أما أبو عبد العزيز المثقف موسيقياً فقد ختم حديثه بالقول: قبل طلال كان المطرب السعودي يغني "تحت الدرج" إلى أن جاء صوت الأرض وأعلن قيام الأغنية السعودية التي انتشرت على يديه في كل مكان. يذكر أن الأمسية شارك فيها مجموعة عازفي التخت الشرقي ومنهم: صالح الشايب (ناي) حسين الصفار (رق) وفؤاد مشقاب وياسر الخنيزي ووائل الخميسي (كمان) وصالح العمريري (إيقاع) وعبدالعزيز بوالسعود (قانون) وحمد الرشيد (قانون) والفنان حمد المرزوقي على الكمان والذي سبق أن شارك مع الفنان طلال مداح في إحدى حفلاته السابقة. عاشق قديم لطلال يبكي طرباً