في الوقت الذي يخوض منتخب إنجلترا نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990، تحولت أهزوجة «It›s coming Home» أو «إنها تعود للديار»، إلى أكثر الهتافات الجماعية القادمة من داخل كل غرفة معيشة ومقهى في أنحاء إنجلترا، لكن ما هو مصدر هذه العبارة، ولماذا تتردد على شفاه كل مشجعي منتخب «الأسود الثلاثة». أصل الأهزوجة
اقتبست أهزوجة «It›s coming home» من الأغنية الشهيرة «Three lions» أو «ثلاثة أسود» للفرقة الغنائية «لايتنينج سيدز» بمشاركة الممثلين الكوميديين ديفيد باديل وفرانك سكينر، وصدرت بمناسبة استضافة إنجلترا لنهائيات يورو صيف العام 1996، كأول حدث كروي بارز تستضيفه على أرضها منذ كأس العالم عام 1966، وصعدت الأغنية مباشرة إلى الرقم 1 مبيعا في بريطانيا طوال أسبوعين، واستخدمها المشجعون كنشيد لمؤازرة منتخبهم، ووفقا لصحيفة «الإندبندنت»، تعكس كلماتها التي تبدأ ب»إنها تعود إلى الديار» وتتضمن عبارات مثل «30 عاما من الأذى»، المفارقة والألم الذي يشعر به اللاعبون والمشجعون الإنجليز تجاه الإخفاقات المتكررة منذ تحقيق لقبهم الوحيد عام 1966.
نسخة محدثة تشير كلمات «كورس» الأغنية إلى عودة كرة القدم إلى موطنها الأصلي إنجلترا، وبحسب «فيفا» فإن لعبة كرة القدم في إنجلترا تفرعت رسميا من رياضة الرجبي في عام 1863، وهو التاريخ الذي شهد إنشاء اتحاد كرة القدم هناك، كأول هيئة كروية في العالم، كما يرجع عنوانها إلى الشعار المصمم (الأسود الثلاثة) الموجود على قمصان اللاعبين الإنجليز، وفي يونيو 1998 وقبل مشاركة منتخب إنجلترا في كأس العالم بفرنسا تم إصدار نسخة محدثة من الأغنية بعنوان «Three Lions 98»، وبلغت نجاحا أفضل من سابقتها ببقائها على رأس قائمة الأغاني الأكثر مبيعا في بريطانيا لمدة 3 أسابيع، وتلاشى ضجيجها طويلا بسبب عروض منتخبهم الباهتة قبل أن تعود في روسيا. عودة للواجهة بعد غياب قارب العقدين، وبفضل نجاحات فريق المدرب الشاب «جاريث ساوثجيت» في مونديال روسيا 2018 عادت الأغنية إلى الواجهة، وهي تربط بشكل مثالي بين اللاعبين والمشجعين، وعلى النقيض من الفرق السابقة، لم يحمل الفريق الحالي معه إلى روسيا الكثير من التوقعات من قبل جماهيره، بيد أن الأداء اللافت في مرحلة المجموعات وإزالة «كابوس» ضربات الترجيح ضد كولومبيا وتجاوز السويد نحو نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1990، بعث جوا من التفاؤل بين أنصار إنجلترا، وأعاد صدى الأهزوجة في ملاعب روسيا وشبكات التواصل الاجتماعي، وسط أجواء تفاؤلية غير مسبوقة بتواصل ترديدها حتى الأحد المقبل موعد النهائي في موسكو.