خرجت انجلترا بركلات الترجيح امام ايطاليا في ربع نهائي كأس امم اوروبا, طبعا المشجع الإنجليزي حزين لكن السؤال هنا ما الجديد؟. سيناريوهات مكررة منذ عام 1990 ففي ذاك الوقت اهدر ستيوارت بيرس وكريس وادل امام المانيا في نصف النهائي وخرجت انجلترا وفي كأس امم اوروبا 1996 أهدر جاريث ساوثجيت وخرجت انجلترا امام المانيا في نصف النهائي وفي 1998 أهدر دايفيد باتي امام الارجنتين وخرجت انجلترا وفي 2004 أهدر داريوش فاسيل ودايفيد بيكهام وفي كأس العالم 2006 اهدر فرنك لامبارد وستيفن جيرارد وجيمي كاراجر الى ان وصل الدور الى اشلي يونج واشلي كول في كأس اوروبا 2012. للوهلة الاولى تعتقد ان انجلترا لعبت واجادت وخرجت لكن الواقع مختلف تماما فحتى الطليان انفسهم لم يتوقعوا ان يواجهوا فريقا يلعب بطريقتهم حيث دافع روي هودجسون في الشوطين الاضافيين بعشرة لاعبين. مع كل خروج انجليزي يطالب النقاد في بلاد الضباب بتغييرات جذرية في كرة القدم ليستعيد منتخب «الاسود الثلاثة» هيبته لكن مع اول مباراة جديدة وفوز تختفي المطالبات والانتقادات وتعود المياه الى مجاريها لتخرج مع اول صدمة جديدة. مشكلة انجلترا ان هناك نجوما لا يستطيعون تقديم امكانياتهم بقميص منتخب بلادهم وهو ملموس ولا داعي ليدافع أحد عنهم وفي مقدمتهم واين روني فهو سجل هدفا امام اوكرانيا فهاجت وماجت انجلترا علما ان الكرة وصلته والمرمى خال تماما. روني لم يستطع قيادة هجوم انجلترا وكان الأجدى بهودجسون الابقاء على المزيج الناجح بين أندي كارول وداني ويلبيك علما ان نتائج انجلترا لعبت دورا حاسما في الاوهام فمثلا ثيو والكوت ظهر منذ عام 2006 لكنه لم يقدم ما يثبت علو كعبه لا مع ارسنال ولا منتخب انجلترا. نجد مدافعا مثل جوليون ليسكوت هو صلب بدون شك ويلعب لبطل انجلترا مانشستر سيتي لكنه يفتقد الى ابسط قواعد كرة القدم حتى انه يعاني للتمرير الصحيح. ثلاثة لاعبين برزوا فقط في تشكيلة انجلترا وهم اصحاب الخبرة ستيفن جيرارد وسكوت باركر وخاصة جون تيري لكن البقية دفعوا ثمن عدم قدرة روي هودجسون على المبادرة فبعد اشادات به في بداية البطولة انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب وكان على رأس المنتقدين أرسين فينغر وهاري ريدكناب وحتى مايكل أوين طالب بتغييرات جذرية من القاعدة لأن هناك مشكلة عند اللاعب الانجليزي على رأي أوين والاخرين سبقوه في التطور. هي حقيقة صعبة لكنها الواقع, اللاعب الانجليزي غير خلاق وينكشف في المحافل الكبرى ويمكن القول ان منتخب انجلترا هو الوحيد الذي يطبق المثل عليه «دوري قوي لا يعكس منتخبا قويا». على الانجليز العودة الى الجذور وتغيير قواعد اللعبة في بلادهم والتركيز على الموهبة وهم لو ركزوا على هذه الناحية لكنا شاهدنا دانيال ستاريدج لاعبا اساسيا في منتخب يحتاج الى نجم مهاري.