قالت ممثلة المقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة، سونا سمسامي، إن ما يجري حاليا هو رغبة عالمية بإضعاف نظام الملالي، وإن روسيا لن تغرد خارج السرب، مؤكدة أن الاحتجاجات المستمرة والمكثفة في العاصمة طهران ستدفع النظام لتكريس موارده لمنع هذه الاحتجاجات من التوسع والتصعيد، وهو أمر مكلف للغاية. وأضافت سمسامي، أن النظام الآن يتعرض لضغط داخلي وخارجي، وسيكون مضطرا أمام الاتفاقات الدولية لحسم الكثير من مغامراته في سورية ولبنان واليمن وأماكن أخرى مقابل مكسب واحد وهو البقاء في السلطة. وذكرت ممثلة المقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة «أن ما يحدث تجاه إيران هذه المرة مختلف، وقد نرى النظام يتهاوى قبل أن يؤتي التحرك الروسي - الإيراني مفعوله»، لافتة إلى أن الإيرانيين يعتبرون أن وصول المظاهرات إلى بازار طهران الكبير بداية النهاية، حيث يعد هذا المربع الاقتصادي الأغنى في كل إيران، وهو العمود الفقري للاقتصاد الإيراني الذي يساعد النظام على الوقوف. ولفتت سمسامي إلى أن الشعب الإيراني يعد أي جهة تتعامل مع النظام جهة معادية للإيرانيين والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة يقينها من أن كل الجهات الإقليمية من روسيا إلى أوروبا ستختار الوقوف إلى جانب أميركا في حملتها العالمية التي تستهدف نظام الملالي في إيران. قلق النظام جاء ذلك في وقت طالب المرشد الإيراني، علي خامنئي، في رسالة مكتوبة للرئيس حسن روحاني، بفتح تحقيق عاجل حول وضع سوق العملات الأجنبية، وتدهور العملة المحلية غير المسبوق الأسبوع الماضي، معبرا عن قلقه بشأن الوضع الاقتصادي، مما دفع آلاف الإيرانيين للخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد الحكومة والنظام، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة. وربط ناشطون هذا التحرك بتصريحات الرئيس السابق للبنك المركزي الإيراني والنائب الحالي بالبرلمان، محمود بهمني، والتي كشف خلالها أن أبناء كبار مسؤولي النظام أخرجوا 148 مليار دولار من العملة الصعبة، أي أكثر من احتياطي الدولة، لافتا إلى أنه منذ عامين لم تدخل أي عملة صعبة من فوائد الصادرات إلى البلاد. وقال نواب بالبرلمان الإيراني إن 5000 من أبناء المسؤولين الكبار في النظام أخرجوا مبالغ طائلة من العملة الصعبة وأودعوها في حساباتهم في البنوك الأجنبية. يذكر أن أصحاب المحلات في بازار طهران نظموا مظاهرات وإضرابات استمرت حوالي أسبوع أواخر يونيو الماضي، احتجاجا على انهيار سعر الدولار وتوقف عمليات البيع والشراء. وهتف المحتجون بهتافات «الموت للديكتاتور»، و«الموت لنظام ولاية الفقيه»، كما رفعوا شعارات معادية للميليشيات التابعة للنظام في لبنان وسورية والعراق. سوء الأوضاع الاقتصادية أوضح الباحث في الشأن الإيراني حسن راضي الأحوازي في تصريحات إلى «الوطن»، أن الأوضاع الاقتصادية في إيران تزداد سوءا، مرجعا ذلك لعدة أسباب، أهمها انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، وسقوط العملة الإيرانية الدراماتيكي مقابل الدولار الأميركي، مما انعكس بشكل مباشر على السوق الإيراني، حيث امتنع التجار من بيع بضاعتهم على المحلات، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار من جهة، وإضراب أصحاب المتاجر من جهة أخرى. وقال الأحوازي إن ما يزيد الأمور تدهورا طريقة تعاطي المسؤولين الإيرانيين مع هذه الأزمة المتفاقمة، حيث اختصرت حلولا بالاعتقالات والتهديد بالإعدام والسجون طويلة الأمد لمن يستمر بالاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية. أسباب الأزمة في إيران * انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي * سقوط العملة الإيرانية مقابل الدولار الأميركي * امتناع التجار من بيع بضاعتهم على المحلات * ارتفاع ا لأسعار وإضراب أصحاب المتاجر * الفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة * تهريب أبناء كبار المسؤولين نحو 148 مليار دولار * الأموال المهربة تزيد على احتياطي الدولة * تزايد سوء الأوضاع المعيشية في البلاد * تصاعد الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام * تدخلات طهران في سورية ولبنان واليمن