التهب «البازار» في طهران مع التهاب سعر «الدولار» أمام «الريال» الإيراني، فطفح كيل التجار والفقراء والعمّال والمتقاعدين والمدرّسين معاً، حتى اندلعت «ثورة البازار» بعد فقدان سيطرة النظام على استقرار الأسواق الماليّة وأسعار المواد الأساسيّة في آن واحد. وشهدت مدينة نيشابور «ثورة الدجاج» قبل أكثر من شهرين، ومُنع على التليفزيون الإيراني بث لقطات «لأكل الدجاج»، وتوقّع بعضهم «حلول القحط في إيران إلى حد منع بث أكل البطاطس وحتى الخبز بعد أشهر». والانهيار المتتالي للعملة الإيرانية أمام الدولار الأمريكي أدى إلى إغلاق سوق الصرف، وثورة رجال «البازار» لتلتحق بها الجماهير الغاضبة من سياسات الدولة الاقتصادية والمالية والسياسية والاجتماعية. واستهزأ موقع «الدبلوماسية الإيرانية» قبل أيام من توقعات تؤكد «تحوّل ميدان التحرير في مصر إلى ميادين التحرير في إيران». وشهدت أكبر الميادين في طهران مظاهرات حاشدة رفعت عدّة شعارات، أبرزها: «الموت للديكتاتور»، «الموت لهذه الدولة الغادرة»، «انسحب من سوريا وفكّر بحالنا»، و«احذر احذر يا نجاد.. نحن شعب لا أوباش». وبرزت قوّة «البازار» الاقتصادية والسياسيّة في إيران منذ عهد «الدولة الصفوية» في القرن ال16، وسعت الحكومات المتتالية إلى احتواء «البازار»، حتى زاد نفوذه كقوّة مؤثرة في المجتمع. وأسهم قرار إضراب «البازار» عام 1979 في تعجيل سقوط «محمد رضا بهلوي» لتضييقه الخناق ضدّه بسجنه الآلاف من رجال «البازار» وإبعاده أضعافهم إلى مناطق نائية. ويشهد «البازار» اليوم حصاراً خانقاً من الحرس الثوري ومؤسّساته الاقتصادية التي باتت تهيمن على جميع مجالات التجارة والأسواق والمشروعات وحتى النفط والغاز في إيران، وطفح كيل «البازار» فجاء أول ردود أفعاله عبر الاحتجاجات والإضرابات، تمهيداً لخطوات أخرى كفيلة بسقوط الدولة الإيرانيّة.