أكد مراقبون أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لديه رغبة أكيدة في انسحاب القوات الأميركية من سورية، لا سيما بعد القضاء على تنظيم داعش، وأنه يتروى بانتظار تأمين اتفاق يخرج إيران خالية الوفاض من معادلة النظام السوري في دمشق، مشيرين إلى أن القمة المرتقبة بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي خلال الشهر الجاري، ستشهد بحث الملف السوري، وتحديدا مصير المنطقة الجنوبية، والتوصل ربما إلى اتفاق يحفظ أمن إسرائيل ويخرج المعارضة وإيران على السواء من الجنوب. وقال المحلل السياسي السوري رستم محمود في تصريحات إلى «الوطن»، إن ترمب غير مهتم بإيجاد حل للازمة السورية، ولذلك من الصعب إنجاح أي مفاوضات لإرساء السلام في سورية والاتفاق على حل سياسي، لافتا إلى أنه فيما عدا الإرهاب فإن الولاياتالمتحدة غير مهتمة بملفات المنطقة، من سورية إلى العراق إلى فلسطين. الانسحاب من الشرق الأوسط وأضاف رستم محمود، أن ترمب لا يعتبر أن المنطقة إستراتيجية بالنسبة لبلاده ولها قيمة جيوبوليتيكية وله فيها مصالح، لذلك إرادته الحقيقية هي الانسحاب من الشرق الأوسط، وهو يتعامل مع المنطقة من خلال الضغط على الأطراف الإقليمية والدولية، مثل روسيا، مبينا أن أميركا يهمها كبح ما يسمى «التشدد والتطرف» ومحاربة الإرهاب، كما أن تطورات الأحداث تبين أن هناك تناغما أميركيا - روسيا في الملف السوري، وشرط ترمب هو إخراج إيران وحزب الله، وعدم تهديد أمن إسرائيل عند حدود الجولان، وهو موضوع جرى الاتفاق عليه مع روسيا في القمة السابقة للرئيسين منذ حوالي العام. وأوضح رستم أن الحل السياسي غير قريب في سورية لعدة أسباب، من بينها أن النظام السوري لن يقبل بأي حل سياسي، كما أن هزيمة ما يسمى بمشروع الربيع العربي كان ضربة للمعارضة السورية، إضافة إلى أن الدعم الدولي غير موجود. قطاعات عسكرية فيما تتحرك الدول الكبرى لإيجاد حل ما يؤمن خروج المعارضة المسلحة كما حدث في الغوطة وغيرها، ووسط حديث عن تعاون أميركي- روسي وتحرك أردني، في هذا الشأن، تحدثت مصادر عن أن الأردن يعاني كم النازحين الذين يريدون اللجوء هربا من عمليات القصف من درعا، وليس باستطاعته سوى تقديم الخدمات الإغاثية والطبية للنازحين السوريين قرب الحدود. وحول مشاركة حزب الله في معارك على الأرض، أكد ناشط سوري بجنوب سورية يدعى ماهر الحمدان في تصريحات إلى «الوطن»، أن قوات النظام تستخدم إستراتيجية تقسيم المنطقة جنوب غرب سورية إلى قطاعات عسكرية لمحاصرتها وإسقاطها، كما فعلت في منطقة الغوطة الشرقية وداريا سابقا، لافتا إلى أن هذه الإستراتيجية تستخدم في ظل دعم جوي روسي مهد له باستهداف البنية التحتية للمعارضة كالمؤسسات الطبية، حيث شلت الحركة الطبية لدى المعارضة بالكامل. مثلث الموت وحول تدخل حزب الله بالمعارك قال الحمدان، «إن الحزب موجود في عدة مناطق وأرسل تعزيزات عسكرية منذ بداية الشهر الحالي، شملت أكثر من 700 مقاتل انتشر بعضهم في مثلث الموت في مناطق ظهرت حمريت- دير العدس- تل غرين- دير ماكر، كذلك الانتشار قرب الحدود السورية الإسرائيلية مع الجولان المحتل، في التلال المحيطة لمعبر القنيطرة الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، وهو يعد خرقا للاتفاق الروسي الإسرائيلي القاضي بابتعاد الميليشيات لأكثر من 15 كلم، مبينا أن حزب الله ليس وحده من ينتشر في هذه المواقع، بل توجد ميليشيات أخرى مثل لواء زينبيون الباكستاني وفرقة المهدي الصاروخية التي تتبع فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، كذلك حركة النجباء العراقية، ولواء القدس ذي الأغلبية الفلسطينية الذي يعد تابعا للنظام».
المشهد في الجنوب السوري 01 قوات النظام تستخدم إستراتيجية تقسيم الجنوب 02 العمل على محاصرة المنطقة 03 تدمير نحو 40 % من البنية الطبية للمعارضة 04 فرار أكثر من 320 ألفا من ديارهم 05 مساعدات إنسانية من الأردن للنازحين على الحدود