وسط تصاعد العمليات العسكرية التي يشنها نظام بشار الأسد من أجل استعادة السيطرة على مناطق جنوب غرب سورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أكدت تقارير أن الولاياتالمتحدة سوف تضطر إلى اتخاذ قرار حاسم إزاء انتهاك الاتفاق الأميركي الروسي الأردني لمنطقة خفض التصعيد بجنوب غرب سورية. وتحد تفاهمات اتفاق خفض التصعيد من تواجد الميليشيات الإيرانية والشيعية في الجنوب الغربي السوري، كونها نصت بعدم اقتراب الميليشيات الأجنبية من الحدود الأردنية، إذ تبعد أقرب منطقة لتواجد الميليشيات الإيرانية في الجنوب الغربي السوري، وهي مدينة أزرع مسافة 35 كلم من الحدود، في حين تبعد أقرب منطقة لتواجد هذه الميليشيات في البادية وهي بير محروثة حوالي 40 كلم، فيما التواجد في ريف السويداء الشرقي بمسافة لا تقل عن 8 كلم من الحدود يقتصر على الخبراء العسكريين. تباين الآراء فيما استبعدت مصادر روسية أن تشن قوات النظام السوري هجوما على درعا والمناطق المشمولة بوقف التصعيد، أوضحت التقارير أن الهجوم العسكري لقوات النظام السوري على جنوب غرب سورية بات وشيكا، خاصة مع اندلاع الاشتباكات والقصف الجوي الذي دفع آلاف المدنيين إلى الفرار من جنوب غرب سورية، الأمر الذي يشكل خرقا واضحا لاتفاق خفض التصعيد، من أجل وقف إطلاق النار في المنطقة البالغة الحساسية من الناحية السياسية، إذ تقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. أهمية خاصة ويكتسب جنوب غرب سورية أهمية كبرى في الصراع بين إسرائيل وإيران حول طبيعة الوجود الإيراني في سورية ومدته «سواء بالقرب من الجولان أو في جميع أنحاء سورية»، وقد أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بترسيخ وجود عسكري إستراتيجي دائم لإيران في سورية، وقد شنت إسرائيل بالفعل سلسلة من الهجمات المتصاعدة ضد أهداف إيرانية في سورية، وتتزايد مخاطر التصعيد بشكل خطير إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تكن مشاركة في محادثات اتفاق خفض التصعيد، فإن هذا الاتفاق يخدم الحاجات الأمنية لكل من إسرائيل والأردن. بدائل معقدة ذكرت التقارير أن الرادع الرئيسي للهجوم العسكري السوري على الجنوب يتمثل في خطر أن يدفع تورط الميليشيات المدعومة إيرانيا إسرائيل للتدخل، وهذا يشكل خطرا حقيقيا على دمشق، وربما يقوّض أيضا التدخل الحاسم لروسيا، مبينة أنه على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاختيار بين المساعدة على إنقاذ حياة المدنيين وتعزيز مصالح حلفائها المقربين «الأردن وإسرائيل»، أو الفشل في الانخراط بجدية في المفاوضات والسماح للأحداث باتخاذ مسار أكثر وحشية يقود إلى دحر بقية المعارضة في جنوب غرب سورية، وكذلك القضاء على النسيج الاجتماعي المتبقي في المنطقة، وتبديد أي شروط أو ضمانات ربما كان يمكن استخدامها من قبل واشنطن وحلفائها في التفاوض. وكانت وسائل إعلام أميركية قد وجهت اللوم لسياسة التحول التي انتهجتها إدارة ترمب والتي أسفرت عن تقويض الاتفاق بدلا من التقدم في المفاوضات لإبرام صفقة شاملة، خاصة عندما قررت الولاياتالمتحدة وقف دعم المعارضة السورية وتسليحها، ويعني ذلك تهديد تماسك معارضة الجبهة الجنوبية الغربية وأي توازن عسكري يدعم وقف النار.