في موقف مشرف يعكس ما يتحلى به السعودي حيث حل، ضحى الطالبان المبتعثان جاسر دهام آل راكة اليامي (27 عاما)، وذيب مانع آل راكة اليامي (25 عاما) من محافظة ثار بمنطقة نجران، بروحيهما لإنقاذ طفلين أميركيين كادا يغرقان في نهر سيكوبي في ماساتشوستس الأميركية، لكنهما بعدما تمكنا من إنقاذ الطفلين جرف بهما السيل القوي إلى وسط النهر وقضيا نحبهما. بداية القصة توفي الطالبان في حادث غرق عرضي بمدينة وليبرهام الأميركية أثناء محاولتهما إنقاذ طفلين واجها مشاكل مع تيارات مياه نهر سيكوبي، فيما خرج الطفلان سالمين من النهر، وذكر مدعي مقاطعة هامبدن أنتوني جولوني، أنه تم التعرف على هوية الطالبين، حيث كان يقيم ذيب في هارتفورد، ويدرس في جامع نيو أنجلاند، بينما يقيم جاسر في سبيرنجفيلد، ويدرس في جامعة هارتفورد، وأصدرت كلتا الجامعتين بيانا لنعي طالبيهما. وذكر شهود عيان للشرطة، أن طفلين كانا يعومان في نهر منطقة طريق «ريد بريدج»، قبل أن يصبحا في مأزق بسبب التيارات المائية، وأن ذيب وجاسر قفزا في الماء لمساعدتهما. وقال جولوني «جرفت التيارات الطالبين السعوديين»، حيث قامت فرقة الغوص التابعة لشرطة الولاية، بالبحث عنهما لعدة ساعات مساء الأحد، حتى تم انتشال إحدى الجثتين، بينما تم انتشال الأخرى صباح الإثنين، وتواصل الشرطة التحقيق في الحادث. تفاصيل الحادثة كشف عبدالهادي اليامي قريب المبتعثين أن أخيه ذيب قام خلال الإجازة الأسبوعية بزيارة ولد عمه جاسر، ومرا خلال الزيارة بجانب أحد الأنهار، وإذا بأم أميركية تستنجد لإنقاذ طفليها فقاما على الفور بإنقاذ الطفلين، لكن التيارات القوية جرفتهما أثناء محاولتهما الخروج. وتواصلت «الوطن» مع والد الشهيد جاسر، دهام، ووالد الشهيد ذيب، مانع، فأكدا أن ولديهما كانا مبتعثين لدراسة الهندسة في أميركا، وتبقى لهما ما يقارب شهرين فقط للتخرج من الكلية. وعن كيفية تلقيهما الخبر، قالا «كنا نتواصل معهما بشكل مستمر، وبعد انقطاع الاتصال لثلاثة أيام رغم محاولاتنا، تلقينا خبر غرقهما، وتواصلنا مع الجهات الرسمية التي أبلغتنا بالخبر، ولعل ما يخفف عنا أنهما قدما روحيهما في سبيل الغير، ورفعة لسمعة السعودي الذي تعود مثل هذه الأعمال البطولية، كما خفف عنا تفاعل القيادة الرشيدة حيث تلقينا اتصالين من أمير المنطقة ونائبه، ومن وزير التعليم». وسيصل جثمانا الطالبين بعد الانتهاء من الإجراءات التي تقوم بها سفارة المملكة في أميركا. متابعة السفارة أعلنت السفارة السعودية بواشنطن أنها تتابع بتوجيه من السفير الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن خلال القنصلية في نيويورك حادث استشهاد الطالبين جاسر وذيب اليامي، وأوضحت عبر حسابها الرسمي ب«تويتر»، أنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث الذي أودى بحياتهما، وعودة الجثمانين إلى المملكة، مقدمة عزاءها لذوي الفقيدين. شكر وامتنان بعثت أسرة الطفلين الأميركيين رسالة شكر وامتنان إلى أسرة الشهيدين اليامي، وقالت «نحن جميعا ممتنون جدا للشبان الشجعان الذين فقدوا حياتهم. لم يكونوا يعرفون هؤلاء الأطفال، وهذا يظهر مدى قوة قلوبهم». كما واصل الإعلام الأميركي فرد مساحات عبر الصحف والإعلامي المرئي، مشيدا بالدور البطولي والعمل الإنساني الذي قام به الشابان اليامي، كما أعلنت جامعتهما الحداد على وفاتهما. فخر لكل سعودي أعرب أمير نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، عن فخر واعتزاز كل السعوديين بالعمل الإنساني النبيل الذي قاما به الشابان المبتعثان، وقال في اتصال هاتفي بوالدي المبتعثين، ، «إن الشابين استشهدا في عمل بطولي مشرف، يجسد ما يتحلى به المواطن السعودي من نبل وشجاعة وإقدام لعمل الخير، والتضحية بالنفس من أجل الإنسانية، وهما خير سفيرين للوطن، ومحل فخر واعتزاز كل سعودي وعربي ومسلم». كما أكد نائب أمير المنطقة الأمير تركي بن هذلول أن «التضحيات الإنسانية والمواقف البطولية المشرفة التي يسطرها أبناء المملكة غير مستغربة، وهي تعكس مدى الشجاعة والإخلاص اللذين تتحلى بهما قيادة وشعب هذه البلاد المباركة». وقال سموه خلال اتصاله الهاتفي بوالدي الشهيدين «العمل البطولي الذي قاما به ليس غريبا من أبناء المنطقة منذ القدم، وهذا ديدن الشعب السعودي في الإقدام على الأعمال الإنسانية النبيلة، فهنيئا لنا بهذا الوطن، وهنيئا للوطن بأبطاله».