دخلت الاحتجاجات الإيرانية خلال الساعات القليلة الماضية، منعطفا جديدا، لليوم الثالث على التوالي من إضراب أصحاب المحلات في سوق طهران احتجاجا على انهيار سعر الريال الإيراني، وارتفاع الأسعار، وتوقف عمليات البيع والشراء، قبل أن تتحول إلى مظاهرات مناهضة للنظام. وتداول ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع مرئية تظهر انطلاق الاحتجاجات من «بازار سلطاني»، وهتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للنظام وب«الموت للديكتاتور»، ما دفع القوات الأمنية إلى مجابهة وتيرة الاحتجاجات بالقرب من سوق الذهب في طهران، وأطلقت العيارات المطاطية وقامت بتكسير واجهات المحلات وإلقاء الحجارة على المتظاهرين. واتهم النشطاء ميليشيات «الحرس الثوري» و«الباسيج» بزرع عناصرها داخل المتظاهرين والقيام بالتخريب السلمي وتخويف الناس، قبل أن تتسع رقعة الاحتجاجات إلى محافظات أخرى في أصفهان وآذربيجان الشرقية وكرمنشاه وأراك، وسط شعارات مناهضة للنظام، ولحكومة حسن روحاني. تحذيرات بالقمع حذر رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق لاريجاني من أن عقوبة الإعدام والسجن 20 عاما في انتظار المدانين بالمشاركة في الإخلال بالشؤون الاقتصادية في البلاد. ووصف لاريجاني الاحتجاجات بالمؤامرة، واتهم جهات مجهولة بتخريب الاقتصاد. تغيير الحكومة يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر محلية أن 187 نائبا في البرلمان الإيراني وقعوا على رسالة رسمية موجهة لروحاني يطالبونه بإيجاد تغيير في بنية الحكومة. وكان روحاني قد بث كلمة متلفزة أول من أمس، ألقى اللوم فيها على العقوبات الأميركية الجديدة بتسببها في اندلاع ما أسماها «حربا نفسية واقتصادية وسياسية» ضد بلاده. وترددت شعارات «الموت للدكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه» و«ويل لكم عندما نتسلّح» و«أيها الإصلاحي والأصولي، انتهت القصة» و«يجب قتل خامنئي» و«لا للغلاء» و«العدو هنا ويقولون كذباً هو أميركا» و«نغلق البازار ونحرّر إيران» و«الإيراني يموت ولا يقبل الذلّ» و«نموت ونستعيد إيران» في أنحاء وشوارع العاصمة طهران، ما أشعل فتيل الاحتجاجات في المحافظات الأخرى.