أكدت مصادر ميدانية في اليمن، أمس، مقتل عدد من القيادات البارزة في ميليشيات الحوثي الانقلابية، فيما ترددت أنباء عن مصرع المطلوب رقم 16 على قائمة الإرهابيين المطلوبين للتحالف العربي، اللواء الركن المتمرد، محمد عبدالكريم الغماري، وذلك في غارة استهدفت مقرا لقيادات ميليشيات الحوثي في الحديدة قبل يومين. وكانت الميليشيات دفعت بقيادات من الصف الأول إلى الحديدة، في محاولة للملمة الوضع المنهار في المدينة، بعد فرار المئات من عناصرها من جبهات القتال، غير أن قوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي لاستعادة الشرعية باليمن واصلت تقدمها في الحديدة، كما نجح التحالف في اصطياد قيادات حوثية بارزة لم يفصح حتى الآن عن أسمائها. ضربة موجعة أوضحت المصادر أن الغماري قتل مع قيادي حوثي آخر يدعى عبدالكريم الحوثي، وسبعة آخرين في غارة للتحالف العربي قبل يومين على قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة، مشيرة إلى أن ميليشيات الحوثي كانت قد عينت الغماري رئيسا لهيئة الأركان بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية بصنعاء، ما يعد ضربة موجعة جديدة للميليشيات التي تكبدت في الأسابيع الماضية خسائر فادحة على جبهة الساحل الغربي. وحسب المصادر فإن القتيل «قدم من صنعاء إلى الحديدة لترتيب جبهة الحوثيين المنهارة، بعد تقدم قوات المقاومة اليمنية المشتركة»، التي باتت على مشارف المدينة الاستراتيجية إثر العملية التي تشنها بإسناد ومشاركة قوات التحالف. وكانت مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، استهدفت «اجتماعا في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة بعدة غارات». وتبادل ناشطون تابعون لميليشيات الحوثي على صفحات التواصل الاجتماعي برقيات النعي والعزاء بمقتل عبدالكريم الغماري، فيما لم يصدر حتى اللحظة بيان نعي رسمي من الميليشيات بمقتله، لكن تزامن نعيه في مواقع التواصل مع الغارة الجوية، رجح حقيقة مقتله وقيادات أخرى لا تزال الميليشيات تتحفظ على هوياتها.
اعتقال مناهضين شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية مساء أول من أمس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء ضد عناصر أمنية ترفض التوجه للقتال إلى جانب الميليشيات، وكذلك في أوساط المدنيين المعارضين للميليشيات بتهمة «الخيانة والتخابر مع الشرعية والتحالف». ونفذت الميليشيات وفق شهود عيان حملة مداهمات واقتحامات لمنازل ضباط في عدة أحياء في العاصمة صنعاء مستخدمة عربات عسكرية وعشرات المسلحين. وقالت مصادر أمنية بصنعاء إن ميليشيات الحوثي داهمت عشرات المنازل واعتقلت العشرات من الضباط، وتم إيداعهم في سجون المليشيات بتهمة عدم الامتثال للأوامر العسكرية، فيما نجح آخرون في مغادرة منازلهم قبل المداهمة. ويطالب الحوثيون الضباط والجنود وأفراد الأمن تحت سن ال40 عاماً، بالتوجه إلى جبهات القتال بعد الانهيار الذي شهدته صفوف الميليشيات في جبهات الساحل الغربي.
تعزيزات عسكرية واصلت ميليشيات الحوثي، أمس، عمليات الحشد وإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة الحديدة وبعض المديريات الأخرى المجاورة بهدف الاستعداد لمعركة محتملة لاستعادة سيطرة الشرعية على مدينة وميناء الحديدة. وقال شهود عيان إن الميليشيات في إطار استعداداتها لمعركة الحديدة قامت بنصب المتاريس وحفر الخنادق في طريق ميناء الاصطياد وحي الإذاعة بساحل مدينة الحديدة، كما وضعت حواجز إسمنتية كبيرة في بعض شوارع المدينة وأعادت نشر عناصرها المسلحة وآلياتها العسكرية عند الأطراف الجنوبية والشرقية للمدينة وفي منطقة الكورنيش ومحيط الميناء.
من أوراق الغماري عمل جاسوسا للحوثيين من وقت مبكر ولديه ولاء للجماعة أعلن التحالف العربي عنه عام 2017، ضمن قائمة ال40 من القيادات الإرهابية حُددت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للإدلاء بمعلومات تفيد في القبض عليه تم تعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة بوزارة دفاع الانقلاب برتبة لواء استقبل اليمنيون قرار ترقية الغماري باستنكار شديد