حمل معرض «مبحرون» الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، ويعرض 30 لوحة جسدت تراث المنطقة الشرقية، وأنتجها الفنانون «منير الحجي، عباس رقية، حسين المصوف، وفاضل أبو شومي»، خصوصية التجلي الفني في التعبير عن الانتماء، والتماهي مع الطبيعة، والإبحار في تفاصيلها وانعكاساتها على الذات حنينا ومشاعر وتواصلا واعتزازا. تحسين الذائقة البصرية أوضحت مشرفة لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام «يثرب الصدير» «أن المعرض يسرد التراث ألوانا ويقدم المنطقة الشرقية في طبيعتها المتنوعة بحرا ونخيلا زراعة وأزياء شعبية، في تصورات جدلية تحاكي الجمال المنبعث من عبق الشعور بالانتماء. ومثل هذه التصورات الفنية والتعبيرات الجمالية عرضها مهم لتحسين الذائقة البصرية والوعي بعناصرها الطيّعة جماليا، لذلك تطوّعت جمعية الثقافة والفنون بالدمام لفتح قاعتها أمام كل الفنانين لعرض إبداعاتهم». نور الوطن الساطع جسدت أعمال المعرض رؤى متجددة حملت جدليات الألوان والأشكال، لتسرد الوطن في مشاهد بديعة، وتناضجت الصور قصائد ملونة استندت على الإحساس المتناغم مع العلامات الضوئية وتدرجاتها. كما في أعمال الفنان حسين المصوف التي تشبعت بصور البحر وحالاته، وتوغلت في عمقها، إذ يقول عنها «عندما يكشف ستار البحر في حالة الجزر عن تلك التناغمات اللونية والأشكال والملامح والشخوص الجميلة، التي لا نراها إلا في هذا التوقيت، تكتسي اللوحات تلك الأصداف وكأنها ألقيت في البحر منذ زمن تحمل عبق الملح وشغف البقاء». لوحات الفنان فاضل أبو شومي حملت الطابع التجريدي بتقنية الثنائية اللونية بين البعدين الأبيض والأسود والتدرج اللوني للبني فكأنه يطرح محاكاة بصرية على مسطح اللوحة في تناقضات تتشابه وتتشابك في مخملية الطرح المتجدد.أما أعمال منير الحجي فهي سرد للطبيعة، ومن الطبيعة اختار النخلة، كما عبر قائلا «وخير زاد اخترته واختارني هو «عمتنا النخلة»، فموضوعي يلف بليفها وسعفها وجدعها في حقولها وأرضها وعيونها، فهي الملهمة لكل مبصر، عميقة ومتجذرة في عطائها اللامحدود، هي الشموخ والعزة، ترفض الانحناء فتأملها يعلمنا معنى التواصل الصادق مع كل عناصر الطبيعة». وأما لوحات الفنان عباس رقية فقد نسجت حكاية استشرفت المستقبل برؤى متأصلة عميقة الألوان، داعبت الأضواء وانفلتت ببهجة نحو النور، نور الوطن الساطع الشامخ بجذوره والمعتز بأجداده والمنطلق بأمل في أبنائه.