قالت الدكتورة زينب الخضيري، إن النص الروائي نص ثقافي مدهش، من خلال فنياته وجمالياته، نستطيع استيضاح الفكرة التي تأسست من أجلها، وهو عبارة عن كبسولة تختزل للقارئ حياة متعددة لبشر وشخصيات مختلفة في فترة زمنية محددة، تتخللها قضايا وإشكالات تخص الماضي والحاضر، وقد تستقرئ المستقبل لذلك المجتمع الذي تدور أحداثها فيه. وأضافت وهي تتحدث في الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض في محاضرة بعنوان «استشراف المستقبل في الرواية»، الرواية لها قدرة على وصف المشهد الإنساني والتعبير عن المكان والإحساس بالزمن، ولأن الرواية على حد تعبير بول ريكور هي «كينونة زمنية يسجل من خلالها الكاتب زمنه النفسي في الزمن الكوني» كان المستقبل هو زمن الانتظار والاحتمال وعالم الغيبيات التي تقلق الإنسان، وهو زمن الأمل واليأس في نفس الوقت، وهو زمن مهم لبناء توقعات واستشراف القادم من المستقبل. والسؤال الذي لطالما شغلني هو لماذا يفر الروائي إلى المستقبل ؟ وما هو دور الرواية في بناء توقعاتنا للمستقبل، لذلك جاءت هذه المحاضرة لتجيب عن هذا السؤال الكبير. خماسية منيف في المداخلات قال الكاتب محمد الحمزة: الكتابة في استشراف المستقبل سواء الكتابة الأدبية في الرواية أم كتابة الدراسات والبحوث تتطلب مهارات وقدرات عقلية وفكرية، بالإضافة إلى سعة الثقافة وسعة الاطلاع وبعد النظر. واستمرت المداخلات وأجابت الخضيري عن الأسئلة، وقالت، إنها قدمت رؤية خاصة كونها قارئة مهتمة بالرواية وكاتبة قصة، وأحالت بعض الأسئلة إلى المتخصصات بالنقد الحاضرات كالدكتورة ميساء الخواجا التي تحدثت عن الموضوع، كما كان للروائية أميمة الخميس مداخلة قالت فيها موجهة حديثها إلى الدكتورة زينب: وأنت تتحدثين تبادر إلى ذهني خماسية عبدالرحمن منيف مدن الملح، ما ينتظمها استشراف للمستقبل برؤية وحدس كان فيه الكثير من السوداوية، وكأن هذه التجربة الخليجية، أو تجربة الجزيرة العربية في تماسها مع الحضارة هي محكومة بمصير الملح والذوبان والتلاشي، هذه النظرة السوداوية لم تتحقق، وعلى العكس أصبحت هناك نهضة على مستوى آخر، ولكن هذا لا يحجب القيمة الفنية الكبرى لأعمال منيف، فهي من الأعمال الخالدة في الأدب السعودي، فهنا أعتقد أن الحدس قد يصيب وقد يخيب من المشهد، لكن القيمة الفنية لا تتداخل بشكل كبير مع العمل الفني.