كشف مسؤولون فلسطينيون ل "الوطن" أن الولاياتالمتحدة الأميركية قدمت إلى الفلسطينيين ورقة غير رسمية من 6 نقاط بشأن المفاوضات المقبلة وصفها مسؤولون فلسطينيون بأنها في تفاصيلها أسوأ من اتفاق أوسلو. وأشار المسؤولون إلى أن اجتماعات اللجنة المركزية لفتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فضلا عن اجتماع الرئيس محمود عباس مع المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل،أمس في رام الله، تركزت على هذه الورقة التي سيطرحها عباس اليوم أيضا على اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في القاهرة. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات"شددنا خلال اللقاء على مواقفنا المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وأن القدسالشرقية محتلة تماما كباقي الأراضي الفلسطينية وينطبق عليها قرار مجلس الأمن بعدم جواز احتلال الأراضي بالقوة". وأكد عريقات على أن"الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن إخراج عملية السلام عن مسارها، لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت الاستيطان، وبالتالي الإجراءات الإسرائيلية على الأرض هي التي أخرجت العملية السلمية عن مسارها". وذكر المسؤولون أن الفلسطينيين بلوروا في اجتماعاتهم خلال اليومين الماضيين موقفا من هذه الورقة يقضي باشتراط أي مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة بوقف الاستيطان بما في ذلك في القدسالشرقية ووجوب أن تكون هناك مرجعية واضحة لعملية السلام أساسها دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس مع التمسك بالورقة الأمنية التي بلورها المسؤول الأمني الأميركي السابق الجنرال جيمس جونز التي تنص على أن لا وجود لأي جندي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية بعد قيامها. وقال حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ل"الوطن" إن "الموقف الأميركي جاء في ورقة غير رسمية من 6 نقاط تتحدث عن حل متفاوض عليه للقدس، وتطبيق مبدأ حل الدولتين على الحدود مع إسرائيل والأردن ومصر، وتقرير مستقبل المستوطنات الإسرائيلية، وإيجاد حل منصف وواقعي لقضية اللاجئين، وتقرير حصص المياه".وأضاف" بالتالي لا يوجد شيء ثابت وواضح وصلب يمكن البناء عليه من أجل مفاوضات جدية وإنما هي دعوة للثرثرة وليس المفاوضات وأيضا في ظل الاستيطان". وشدد عميرة على أن ما قدمه الأميركيون من مواقف غير واضحة على الإطلاق وأنها في جوهرها تتبنى الموقف الإسرائيلي بالذهاب إلى المفاوضات دون وقف للاستيطان، وقال" بعض الحاضرين اعتبروا الورقة الأميركية أسوأ من اتفاق أوسلو". وأضاف" عمليا فإن الاقتراح الذي تقدم به الأميركيون هو البدء بمفاوضات للوصول إلى اتفاق إطار بدون وقف الاستيطان وبالتالي هي دعوة للموافقة على الموقف الإسرائيلي الداعي لاستمرار بالمفاوضات دون وقف الاستيطان.. لا يوجد عند الأميركيين أي موقف واضح تجاه المرجعية و الاستيطان". وتطابقت نظرة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مع تصريحات عميرة،واصفا الموقف الأميركي بأنه "عائم وعام"،مشيرا ل" الوطن" إلى أن "التوجهات هي تنفيذ البدائل التي سبق وأن تم الحديث عنها وفي مقدمتها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي سواء ما يتعلق بالاستيطان أو الاعتراف بحدود الرابع من يونيو 1967 كحدود للدولة".