أبدى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد الفالح، ثقته في أن التعاون الكبير بين دول منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وخارجها، سيستمر ويحقق النتائج المطلوبة. وأكد الفالح، على ثقته في استمرار التعاون، من أجل استقرار سوق النفط. وقال خلال مؤتمر للقطاع في الرياض أمس حضره وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو: «أنا على ثقة من أن درجة التعاون والتنسيق الكبيرة بيننا ستستمر وتحقق النتائج المرغوبة». وأضاف الفالح: «سنناقش في أبريل ويونيو المقبلين المقياس الخاص بمتوسط 5 سنوات لمخزونات النفط، ونواجه تحديات في التحديد الدقيق لمستويات المخزونات التي ينبغي أن نستهدفها، ويجب أن ننظر للمخزونات من خارج الدول المتقدمة والمخزونات العائمة والنفط الجاري نقله، وأن تكون لدينا سوق بها بعض التوازن بين العرض والطلب أفضل من أن نخرج مبكرا من اتفاق خفض الإمدادات». مؤكدا أن هناك حاجة لإطار عمل بين السعودية وروسيا ومنتجي النفط الآخرين من أجل مراقبة السوق باستمرار. طرح أرامكو قال الفالح إن الطرح العام الأولي لأرامكو جذاب لجميع المستثمرين، وليس غريبا أن الروسيين والصينيين مهتمون أيضا. وكان الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي (الصندوق السيادي)، كيريل دميتريف، أعلن أن البنوك الروسية وصندوق استثمار مشترك مع الصين، تنوي المشاركة في اكتتاب أرامكو السعودية. وأضاف كيريل للصحفيين على هامش المؤتمر، أن عدة بنوك ومجموعات أخرى في روسيا، إضافة إلى مؤسسات صينية رائدة، مهتمة بالاستثمار في أسهم شركة أرامكو. وأعلنت حكومة المملكة منذ قرابة عامين عزمها طرح 5 % من أسهم أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم للاكتتاب العام خلال 2018. وتتنافس كبرى البورصات العالمية، بشدة، للظفر بحصة من طرح أرامكو، ومن بينها بورصات نيويورك وناسداك الأميركيتين، ولندن، وطوكيو، وهونج كونج، وتورنتو الكندية، وسنغافورة. أوراسيا دريلينج توقع ديمتريف، إتمام اتفاق مع شركة أرامكو السعودية للاستثمار في شركة أوراسيا دريلينج لخدمات حقول النفط. وقال «نتوقع إتمام اتفاق قريبا جدا كي تستثمر منصتنا للطاقة مع أرامكو السعودية في أوراسيا دريلينج، إضافة إلى توفير خدمات لأرامكو السعودية». وأضاف أن روسيا لديها استثمارات كبيرة في قطاع البتروكيماويات السعودي. وتبني شركة سيبور، أكبر منتج روسي للبتروكيماويات، منشأة بتروكيماويات في المملكة. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في أكتوبر الماضي، إن قيمة الاتفاق تصل إلى 1.1 مليار دولار. الصناعات التحويلية أضاف ديمتريف «تبني سيبور بالتعاون معنا منشأة للبتروكيماويات تركز على الصناعات التحويلية، وهو أحد أكبر المشاريع الروسية في السعودية، ويسلط الضوء على فرص التعاون في البتروكيماويات». وأشار إلى أنه من المتوقع إصدار إعلان في وقت لاحق بشأن شراكة بين أرامكو ومشروع غاز طبيعي مسال في روسيا. مؤكدا أن الاتفاق المبرم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجي النفط المستقلين لخفض إمداد الخام سيؤدي إلى استقرار سوق النفط. وتقود روسيا والسعودية، أكبر منتجين للنفط في العالم، اتفاقا عالميا لخفض الإمدادات النفطية يسري حتى نهاية العام الحالي.
النفط السعودي أعلنت وزارة الطاقة السعودية أمس أن إنتاج شركة أرامكو من الخام في مارس سيبلغ 100 ألف برميل في اليوم، أي أقل من مستوى الإنتاج في فبراير، فيما سيتم إبقاء الصادرات أدنى من 7 ملايين برميل في اليوم. وقال المتحدث باسم الوزارة إن «السعودية تبقى مصممة على العمل من أجل خفض الفائض في مخزونات النفط». وأضاف أن «تقلب الأسواق هو مصدر قلق مشترك للمنتجين والمستهلكين على السواء، والمملكة ملتزمة بالحد من هذا التقلب وخفض انعكاساته السلبية». وكانت السعودية دعت الشهر الماضي إلى ترسيخ «إطار عمل» جديد بين (أوبك) والدول النفطية خارج المنظمة يمتد إلى ما بعد نهاية 2018، تاريخ انتهاء اتفاق لخفض الإنتاج بين الطرفين. وبعد أن سجلت أسعار النفط أرقاما قياسية بلغت 115 دولارا للبرميل في 2014، عادت وانهارت إلى أقل من 35 دولارا مطلع 2016، لكن الأسواق سجلت تحولا مذاك نتيجة هذا الاتفاق، إذ ارتفعت الأسعار من معدل 44 دولارا عام 2016 إلى 54 دولارا عام 2017 إلى نحو 70 دولارا في يناير الماضي.