دعت روسيا أمس جميع الأطراف في سورية إلى «ضبط النفس»، مشيرة إلى أن تعريض حياة الجنود الروس للخطر في سورية «غير مقبول بتاتا». وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية في أعقاب الغارات الإسرائيلية على سورية أمس، إنها «تابعت التطورات والهجمات الأخيرة في سورية بقلق»، مضيفة أن الخسائر المادية والبشرية في صفوف القوات السورية غير معروفة بعد. يأتي ذلك في وقت اعتبر خبراء عسكريون وسياسيون أن إسرائيل لن تتجه إلى المزيد من التصعيد العسكري على الأراضي السورية، وتوقعوا في الوقت نفسه أن تستثمر روسيا التطورات الأخيرة بين إسرائيل وسورية لصالح أجندتها على الأراضي السورية، وأن تعتمد لهذا الغرض دبلوماسية التهدئة. العلاقات مع إسرائيل أكد الخبراء في تصريحات صحفية على أن العلاقة الاستراتيجية الروسية الإسرائيلية، أقوى من أن يتم التضحية بها من أجل سورية وإيران، معتبرين أن روسيا لديها انتخابات رئاسية قريبة، لذا ستسعى للتهدئة ين الطرفين. وقال الخبير السياسي في الشأن الإيراني «نبيل عودة» إن «الروس لا يشعرون بالارتياح لازدياد النفوذ الإيراني داخل الأراضي السورية، ولذلك فروسيا ترفض بشكل واضح إنشاء أي قواعد عسكرية إيرانية داخل سورية، وعلى ذلك يمكن أن تستثمر موسكو التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل من أجل تعزيز نفوذها والضغط على الطرفين، بهدف التراجع عن طموحاتهما، والوصول إلى تفاهمات لا تمس النفوذ الروسي في سورية». استهداف أسلحة إيران من جانبه، قال الجنرال السابق في الجيش اللبناني وهبي قاطيشا إن «التصعيد هو عمل تتحكم إسرائيل فيه من خلال محطات معينة، حينما تشعر مثلاً أن هناك سلاحا جديدا يمكن أن يصل إلى الأراضي السورية، أو إلى حزب الله في لبنان». ورأى أن «الضربات الإسرائيلية للأراضي السورية تأتي لقطع وصول السلاح لحزب الله»، مضيفا «لا أعتقد أن تتطور الأمور إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل ولبنان، والتصعيد بطبيعة الحال موجود من وقت إلى وقت، وإن كان بشكل متقطع، لاسيما على القواعد العسكرية في الأراضي السورية».