مخاوف الحرب الإقليمية وجر أقدام القوى الدولية إلى المواجهة في سورية باتت مرشحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، ففي أقل من أسبوع سقطت طائرتان لدولتين فاعلتين في الشأن السوري، الأولى كانت في شمال سورية حين أسقطت جبهة النصرة الطائرة الروسية ومقتل طيارها. حينها اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بتسريب هذه الصواريخ إلى جبهة النصرة. بعد أربعة أيام حاولت قوات النظام السوري الاحتكاك مع قوات سورية الديموقراطية المدعومة أمريكيا، وكان الرد الأمريكي بضرية جوية أوقعت 100 قتيل. فجر أمس (السبت)؛ تطورت المواجهات الدولية والإقليمية على الساحة السورية، فقد أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية من دون طيار، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بقصف مقار للنظام والميليشيات الإيرانية في منطقة الكسوة وجمرايا، حاولت الطائرة الإسرائيلية إف 16 الهروب إلا أن النظام وإيران استهدفا الطائرة ب20 صاروخا من نوع بيتشورا أوقعت الطائرة. يرى البعض أن التصعيد الأخير هو مسار متواز بين القوى الإقليمية والدولية، ففي حين تريد روسيا تحجيم القوة الإسرائيلية في الداخل السوري التي ضربت أكثر من مرة مواقع للنظام، يرى البعض الآخر أن استهداف الطائرة الإسرائيلية ردا على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي بدأت خطوات مزعجة لروسيا في سورية. أما إسرائيل فهي مصممة على توجيه رسائل إلى إيران عبر الساحة السورية، وبينما كان المفترض أن تكون المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، اختارت إيران المواجهة على الأرض السورية، باعتبارها القوة المنتشرة بكثافة في سورية والأكثر حضورا على الأرض. ويشير محللون عسكريون إلى أن الرد الإيراني والسوري على الطائرة السورية لم يكن ليحدث لولا الموافقة الروسية، باعتبار أن ثمة تفاهما روسياإيرانيا على السيطرة الجوية لروسيا بالمطلق. المواجهة الإسرائيلية الإيرانية كانت متوقعة في هذا المكان، وربما تأخرت كثيرا، إذ كان من المفترض أن تكون في الصيف الماضي، بعد تقارير تشير إلى عزم إسرائيل استهداف إيران في كل مكان من المنطقة. اليوم باتت للطرفين الإسرائيلي والإيراني الذرائع الكافية للمواجهة على الأرض السورية، وبطبيعة الحال فإن العلاقات المتوترة بين الطرفين وصلت إلى حافة المواجهة، وهل لا تحتاج أكثر من هذا التوتر الحاصل.. فهل نشهد حربا جديدة تضاف إلى ساحة الصراع السوري.