عبدالمطلوب البدراني عندما يفشل أي نظام في إدارة أزماته فإنه يحاول أن ينقل مشاكله للخارج، ويعد نفسه وصياً على الناس، وذلك لإشغال من بالداخل عن فشله في إدارة دولته، وهذا تماما ما تفعله بعض الأنظمة في عالمنا اليوم المليء منها، وأولها نظام إيران الذي ينشر سمومه في كل مكان، وخاصة على جيرانه في العراق والشام وسورية ولبنان واليمن والسعودية ودول الخليج، وشعب إيران يئن تحت وطأة الفقر والجوع، وما تلك المظاهرات الصاخبة التي عمت كافة المدن الإيرانية، وتنامي الغضب الشعبي على نظام الملالي إلا أكبر دليل على ذلك، والاقتصاد الإيراني يعاني كثيرا من نقص في الاستثمارات ونسبة بطالة كبيرة، حسب تقدير بعض المحللين، ومن تلك الأنظمة نظام الحمدين في قطر، فقد أثبتت التقارير أن الدوحة أنفقت عشرات المليارات من الدولارات في دعم حركات التطرف والإرهاب المنظم لإثارة الاضطرابات وزعزعة استقرار دول المنطقة.. وقد حاولت الدول الأربع المقاطعة للنظام ثني قطر عن سياساتها من خلال اتفاقية الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014، لكن للأسف لم تلتزم الدوحة ببنود الاتفاق، بل استمرت في ممارسة هوايتها بالموافقة الظاهرية والعمل على عكسه تماما. وإلى الآن وهي راعية للإرهاب وما زالت مستمرة في المكابرة والمراوغة، وتحاول تغطية الفشل الذريع الذي منيت به من مقاطعتها من الدول الثلاث الخليجية ودولة مصر العريقة، واعتبر مراقبون هذا التعنت بمثابة إصرار على السقوط في الهاوية، هذا بالتأكيد لأن المقاطعة من تلك الدول هي حق سيادي للمحافظة على أمنها واستقرارها، ولذا فقطر تحاول شراء المواقف، ويثبت ذلك التقرير الذي أعدته البعثة الفنية من المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن زيارتها إلى قطر خلال الفترة من 17 إلى 24 نوفمبر 2017، قد خالف القرارات السابقة بعد زيارة اللجنة إلى قطر، وقد عبرت بعثات الدول الأربع المعتمدة في جنيف، عن استنكارها لما ورد في التقرير من خلل منهجي تضمن توصيفًا مضللاً للأزمة السياسية، وصولاً إلى ما انتهى إليه التقرير من نتائج وملاحظات مبنية على فهم محدود للسياق العام للأزمة السياسية وخلفيتها التاريخية، حيث إن أساس هذه الأزمة يعود إلى خلفيات دعم قطر لأفراد وكيانات متورطة دوليًا في تمويل الإرهاب، ودعم أنشطته، والترويج لفكره المتطرف الذي يحرض على العنف، ويروج لخطاب الكراهية في المنطقة العربية، وذلك عبر منصات إعلامية تابعة لقطر بشكل مباشر أو تمويل من خلال شخصيات قطرية، ولا أعلم لماذا هذا الانحياز لتلك المزاعم الواهية والأكاذيب، مزاعم قطر لا أساس لها من الصحة، وهذا ما تسوق له منذ بداية الأزمة لإبعاد شبح دعم الإرهاب الذي تقوم به، واحتضانها رموز الإرهاب والكيانات الإرهابية، وهذه اللجان بدأت تفتقد مصداقيتها وانحيازها لأحد الأطراف على حساب الطرف الآخر، وقد زادت الشرخ وأثبتت عدم نية قطر الرجوع إلى الحق وعودة العلاقات مع جيرانها، هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.