أنهت منطقة الباحة استعدادها للمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال 32 الذي ينطلق الأربعاء المقبل. ونقل موروث الباحة الشعبي للقرية حتى أصبح زائرها يشعر بأنه داخل إحدى قرى الباحة التي تشتهر بمبانيها المكونة من الأحجار والأخشاب. عندما يدلف الزائر إلى القرية عبر بوابتها المستوحاة من حصون المنطقة القديمة، وعبر ممراتها المرصوفة بأحجار المنطقة، يجد أمامه البيت الرئيس للقرية الذي خصص ليكون منصة استقبال، حيث يطل على ساحة العروض في القرية، ويعد الأقدم في أرض الجنادرية، حيث أنشئ عام 1410، وافتتحه ولي العهد حينها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. متعة بصرية يعيش زائر القرية أجواء حقيقية لماضيها، حيث يحرص القائمون عليها، على تحقيق أهداف المهرجان الرئيسية من خلال العروض الحية لبعض الصناعات والحرف القديمة. يلحظ الزائر خلال تجوله في العديد من المرافق، تتقدمها ساحة العرض التي غطيت جدرانها بأحجار المنطقة، وتتسع لأكثر من 2500 زائر يتابعون من خلالها العديد من العروض والرقصات والفلكلورات الشعبية التي تشتهر بها الباحة، بينما يجاورها المطبخ الشعبي للقرية الذي روعي فيه تقديم جميع أنواع الأكلات الشعبية وسط أجواء عبق الماضي الجميل. وما إن يعود الزائر في طريقه حتى يجد البئر القديمة التي تروي كيفية استخراج الماء عبر الأدوات التراثية، كما خصصت القرية في أحد أركانها صالة عرض نسائية، تقدم بعض العروض الحية للحرف اليدوية، وتلتصق بها مجموعة من الدكاكين التي تعرض منتجات لأكثر من 15 حرفة يدوية. يتجه بعدها الزائر إلى الصالة المخصصة لجامعة الباحة، وبعدها قاعة العرض الرئيسية التي تضم في جنباتها جوانب التنمية التي تشهدها المنطقة، وربط ذلك بماضي المنطقة العريق، في قالب سينمائي بأحدث تقنيات العرض، تخلق متعة بصرية. ويتوسط هذه المباني والأجنحة المتنوعة بيت البادية القديم الذي يقدم فنون الربابة، وبعض الأمسيات القصصية والشعرية، وبعض المسابقات.