منذ ثلاث سنوات مضت بدأت قصة تطوير بيت الباحة بالجنادرية, وسط توجيه وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة, الذي وجه بأن يتم تغيير مسمى البيت لقرية الباحة التراثية. وشهدت القرية التي تم توسيعها وأضافت العديد من المرافق لها ثلاث مراحل تطويرية, نقلتها من مجرد بيت صغير إلى قرية متكاملة يشار لها بالبنان, حيث تم نقل موروث منطقة الباحة الشعبي للقرية حتى أصبح زائرها يشعر بأنه داخل إحدى قرى الباحة التي تشتهر بمبانيها المكونة من الأحجار والأخشاب. فعندما يدلف الزائر لقرية الباحة التراثية عبر بوابتها المأخوذة من حصون المنطقة القديمة بمنظرها المهيب وعبر ممراتها الفسيحة والمرصوفة بأحجار المنطقة, يجد أمامه البيت الرئيسي للقرية الذي خصص ليكون منصة استقبال لزوار القرية من كبار الشخصيات, حيث يطل على ساحة العروض في القرية. وما أن يضع الزائر أقدامه بالطابق الأرضي من البيت إلا ويجد متحفاً يحوي العديد من الصور القديمة وبعض القطع الأثرية مثل الأسلحة وأدوات الزراعة وغيرها, إلى جانب بعض الملبوسات والمشغولات القديمة. ويلحظ زائر قرية الباحة التراثية خلال تجوله العديد من المرافق التي تتقدمها ساحة العرض التي غطيت جدرانها بأحجار المنطقة لتتسع لأكثر من ألفي زائر يتابعون من خلالها العديد من العروض والرقصات والفلكلورات الشعبية التي تشتهر بها منطقة الباحة, بينما يجاورها المطبخ الشعبي للقرية الذي روعي فيه تقديم أنواع الأكلات الشعبية من الخبز والعصيد والدغابيس وغيرها, التي تقدم عبر جلساته الشعبية المتميزة بالبساطة وأجواء عبق الماضي الجميل. وخصصت القرية في أحد أركانها صالة عرض نسائية تحفظ للمرأة خصوصيتها, حيث يتم من خلالها تقديم بعض العروض الحية للحرف اليدوية وبعض الفعاليات النسائية, ويلتصق بها مجموعة من الدكاكين التي تعرض منتجات لأكثر من 20 حرفة يدوية. ويتجه بعدها الزائر إلى الصالة المنشأة حديثاً التي تم تخصيصها لجامعة الباحة, وبعدها صالة العرض الرئيسية التي تضم بداخلها عدداً من المشاركات الحكومية التي تعرض كافة الجوانب التنموية بالمنطقة, وما وصلت إليه من تطور في هذا العهد الزاهر.