في أحدث مجموعاته الشعرية (الحياة كما لم تحدث) يستحضر الشاعر اللبناني شوقي بزيع من مخيلته أمورا لم يكتبها الواقع ليتحدث عنها ويستنطقها فتدب فيها الحياة وتغدو حاضرة بين يدي القارئ. ينطلق بزيع من فكرة الرغبات التي ظلت أحلاما على ورق ولم يتمكن من إنجاز رونقها وسط ضجيج الحياة. ويقول لرويترز «نحن أحيانا نرشو الموت ونقوم بإقناعه ليرأف بنا ويمهلنا وقتا علّنا نستطيع أن نحقق الأعمال غير المنجزة. ونناديه مهلا علينا». مياه الجنوب النحيلة يغازل بزيع قرى وتربة وأرضا سوّت أوضاعها في غربة أبنائها عنها قائلا «عندما نعود إلى قرانا نجد أن الناس واعدوا أحلاما أخرى غيرنا، رتبّوا حياتهم في ضوء غيابنا.. لمّا بنرجع بنصير كائنات غريبة ومن الصعب أن نتكيّف مع متعة العودة.. نعمّر بيوتا لا نسكنها ولكننا نهرع إليها عند الغياب لنجد أنها مجرد مكان للتوقيع الأخير». ومن هنا كتب بزيع قصيدة (بيت الكهولة) ضمن ديوانه الجديد والتي جاء فيها «نحن رحّالة الوقت/ حراس أعطابه في الخلايا/ وأفخاخه في المنافي/ وسكان أنفسنا الغائبين/ صوّبتنا إلى غير مرمى سهام الظنون». وفي ديوانه يرى بزيع فلسطين «وهي ما يستعين به الوحي كيما يعيد النفوس إلى رشدها/ كلما نقص الحب في الأرض/ أو أُفرغت من بهاء مزاميرها جعبُ الأنبياء/ وهي لو لم تكن لتوجّب تأثيثها من سراب التمني/ ومن حاجة الكائنات إلى آية للظهور/ ومن حاجة الاعوجاج إلى الاستواء». وعن التلازم بين جنوبلبنان المتاخم للحدود مع فلسطين يقول الكاتب «فلا قطرة من مياه الجنوب النحيلة إلا وقد رفدتها بأشهى الغيوم اخضرارا جبالُ الجليل/ فهنا يغدو الجنوب شمالا لما خزنته فلسطين من عائدات الأغاني/ ويغدو الشمال جنوبا لمن أشعلوا النار فوق التلال/ وما من قصيدة شعر تعهّد مطلعَها بحرُ حيفا بموج البداهة إلا وأكملها بحر صور». أبرز كتبه (مرثية الغبار) (أغنيات حب على نهر الليطاني) (فراديس الوحشة) (إلى أين تأخذني أيها الشعر) نال جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس شوقي بزيع مواليد عام 1951 (الحياة كما لم تحدث) صادر عن دار الآداب في بيروت 159 صفحة من القطع الوسط. ذاع صيته إبان الحرب الأهلية «1975 - 1990» من خلال الأغنيات التي لحنها وغناها مرسيل خليفة. أحد رواد الشعر الذي يمازج بين الحب والأرض والقضايا أصدر 23 كتابا