في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أمس، أن الجيش التركي دخل مدينة عفرين السورية في إطار عملية «غصن الزيتون»، وتأكيد الرئيس رجب طيب إردوغان أن التدخل العسكري لبلاده في سورية سينتهي قريبا، نفت وحدات حماية الشعب الكردية دخول الجيش التركي إلى المنطقة، مشيرة إلى أن الوحدات تصدت للقوات التركية بعد اشتباكات ضارية مع فصائل المعارضة السورية. وبحسب مصادر محلية، عبرت الدبابات التركية، الحدود السورية مساء أول من أمس، ودخلت في وقت سابق إلى منطقة إعزاز، في حين دخلت فصائل من الجيش السوري الحر إلى مدينة عفرين السورية. في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أمس، أنه قصف 153 هدفاً في عفرين شمال سورية، مبينا أن الأهداف هي معاقل ومخابئ وترسانات أسلحة يستخدمها المقاتلون، في وقت أكد بن علي يلدريم أن الطائرات الحربية دمرت تقريبا كل الأهداف التي حددتها بالمنطقة. وكانت لقطات تلفزيونية أظهرت عددا من الشاحنات العسكرية التي تقل دبابات وغيرها من المركبات المدرعة عبر بوابة حدودية إلى داخل إقليم تسيطر عليه تركيا قبل الهجوم البري المتوقع في سورية، فيما أفادت معلومات باستسلام عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية لقوات الجيش الحر قرب منطقة «مارع» بريف حلب. تداعيات دولية من جانبها، أعربت مصر عن رفضها للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين السورية، معتبرة أنها تشكل انتهاكا جديدا للسيادة السورية، وتقويضا لجهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في البلاد. وأشار بيان الخارجية المصرية، إلى التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري، داعيا جميع أطياف الشعب السوري إلى الانخراط في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية، تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية. من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن بلاده تدعو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سورية بعد أحداث عفرين وإدلب، مطالبا بوقف إطلاق النار بشكل كامل في سورية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون شروط مسبقة.
مراحل العملية أوضح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أن عملية «غصن الزيتون» ستكون على 4 مراحل، وسيتم العمل على إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلو مترا، مؤكدا أن بلاده أنهت قبيل البدء بالعملية كافة مباحثاتها الدبلوماسية، مبينا أن عدد المسلحين في عفرين يتراوح ما بين 8 إلى 10 آلاف عنصر. ويرى مراقبون أن التطورات الميدانية كفيلة بمعرفة نتائج هذه العملية العسكرية، متوقعين أن يتم تكليف عناصر الجيش السوري الحر بعمليات برية في عفرين بالتزامن مع القصف المدفعي والغطاء الجوي من الطائرات التركية.