حسمت تحاليل الحمض النووي dna الفصول الأخيرة من قضية القاضي المختطف الشيخ محمد الجيراني بعد 13 شهراً من الغموض حول مصيره، قبل أن يتم العثور على جثمانه الأسبوع الماضي في إحدى مزارع بلدة العوامية، وذلك بعيداً عن مكان اختطافه بأكثر من 15 كلم. وأكدت التحاليل المخبرية أن الجثة تعود للشيخ المختطف، وتكشف معها بعض ما تعرض له من تنكيل قبل مقتله. وذكرت مصادر ل«الوطن» أن المنطقة التي عثر فيها على جثة القاضي المختطف تقع على الطرف الغربي لبلدة العوامية في منطقة المزارع المحاذية للمنطقة البرية، حيث تمتد تلك المزارع من المنطقة البرية إلى داخل العوامية، وتمتد لحوالي مليوني متر مربع، مشيرة إلى أن المطلوب الفرج وعدد آخر من المطلوبين رصد تواجدهم أكثر من مرة في تلك المزارع. 15 كلم قطعها الخاطفون وأكد المصدر أن عملية الاختطاف التي قطع خلالها الخاطفون 15 كلم بين بلدتي تاروت حيث مكان تواجد القاضي الجيراني وبلدة والعوامية حيث المكان الذي قتل فيه مرت بعدد من المحطات، قبل أن يتم نقله للمزرعة المهجورة التي تم قتله ودفنه فيها، مشيراً إلى أن المشاركين في عملية الاختطاف والتخطيط والمراقبة والنقل مجموعات متعددة بينهم مطلوبون أمنياً، حيث كان هناك تنسيق بين المختطفين والمخططين. تورط شقيقين أكدت وزارة الداخلية عبر بيان لها أنه بعد توافر معلومات أكدت إقدام من قاموا باختطافه على قتله وإخفاء جثته في منطقة مزارع مهجورة تسمى (الصالحية)، تبين تورط المواطن زكي محمد سلمان الفرج وأخيه غير الشقيق المطلوب أمنياً سلمان بن علي سلمان الفرج أحد المطلوبين على قائمة ال(23)، والمعلن عنها بتاريخ 1433/2/8 مع تلك العناصر في هذه الجريمة البشعة. وأشار البيان إلى أنه استنادا على تلك المعطيات وما رصدته المتابعة عن تردد المطلوب سلمان الفرج بشكل متخفٍ على منزله ببلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف، باشرت الجهات الأمنية إجراءاتها الميدانية بتاريخ 1439/4/1 والتي أسفرت عن القبض على زكي محمد سلمان الفرج ومقاومة المطلوب أمنياً سلمان بن علي سلمان الفرج لرجال الأمن عند تطويق منزله، وإطلاقه النار تجاههم ما أدى إلى استشهاد الرقيب خالد محمد الصامطي، فاقتضى الموقف حينها الرد عليه بالمثل لتحييد خطره ونجم عن ذلك مقتله. طلق ناري في الصدر وأضاف البيان أن عمليات البحث الموسعة عن الشيخ الجيراني شملت منطقة لمزارع مهجورة بلغت مساحتها أكثر من مليوني متر مربع، حيث تم تحديد المكان الذي دفنت فيه الجثة، وقامت الجهات المختصة باستخراجها وهي بحالة متحللة، وأكدت الفحوص الطبية والمعملية للجثة وللحمض النووي (DNA) أنها تعود إلى الشيخ محمد عبدالله الجيراني، وبينت وجود إصابته بطلق ناري تعرض لها في منطقة الصدر. وأوضح البيان أن «التحقيقات الأولية كشفت أن أولئك المجرمين بعد أن اختطفوه اقتادوه لتلك المنطقة وقاموا بالتنكيل به ثم حفروا حفرة ووضعوه بداخلها ومن ثم قاموا بإطلاق النار عليه ودفنوا جثته فيها».