تسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء الماضي، بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، واعتبارها عاصمة لإسرائيل، في إشعال الصراع مجددا في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة منذ عقدين، حيث استفاقت الشعوب العربية على حجم الضعف والهوان الذي أصابها بداية من الغزو الأميركي للعراق والحروب الأهلية في سورية واليمن وليبيا، واشتعال الخلافات والانقسامات العريبة العربية، والتي جاءت بشكل مباشر بسبب مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي جند له آلاف العملاء، وأنفقت عليه مليارات الدولارات، واستخدمت فيه دول وجماعات عربية وإسلامية، منها قطروتركيا وإيران وجماعة الإخوان وداعش وغيرها. ووفقا لمراقبين فإن ترمب اتخذ ذلك القرار الذي ينسف عملية السلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال نتيجة إدراكه حجم الضعف الذي أصاب الوطن العربي الذي أصبح يعاني من خلافات وانقسامات عميقة، مؤكدين أن أميركا باتت وسيطا غير نزيه، وهو ما دفع بعض القوى السياسية العربية أن تدعو إلى دعم خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، ومطالبة الجامعة العربية بإعلان فشل عملية السلام. ترتيب الأوراق فيما ينتظر نحو مليار و200 مليون مسلم نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر اليوم، وأيضا اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي في تركيا الأربعاء القادم، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية الدكتور محمود عزام، إن هذا القرار سوف يزيد من اشتعال منطقة الشرق الأوسط، ويعني موت عملية السلام، وهدم مبادئ التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن القرار يمثل عصفًا بالقرارات الدولية التي أصدرتها الأممالمتحدة في هذا الشأن، والتي استقرت على خضوع مدينة القدس للتفاوض الفلسطينى -الإسرائيلي، مما يعني أننا سنكون أمام حقبة من الصدام المسلح. تحرك فعال أوضحت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتورة نورهان الشيخ، أن مواجهة القرار الأميركي لا بد أن تكون من خلال التحرك في عدة اتجاهات، تهدف إلى الضغط على الولاياتالمتحدة للتراجع عن قرارها، فينبغي أن تتحرك المجموعة العربية، والتلويح بإلغاء الصفقات مع الإدارة الأميركية، مطالبة بضرورة التخلص أيضًا من حالة الضعف العربي الشاملة من خلال دعم الدول الوطنية، وتعزيز الاستقرار في الدول العربية، مطالبة بضرورة تحرك المجموعات العربية التي تملك أدوات ضغط داخل دوائر صناعة السياسة الأميركية، بجانب أهمية التحرك بقوة في المحافل الدولية. الإرادة العربية أشار الخبير السياسي سعد الزنط إلى أن الدول العربية ليس لديها القدرة والإرادة للمقاطعة، كما أن هذا القرار صادر من الكونجرس منذ 22 سنة، ويتعارض مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال «نحن كعرب لنا معارك سياسية ودبلوماسية واقتصادية وقانونية ومعركة بالداخل، وهذه المحاور يجب أن تفعل فوراً مع مخاطبة مجلس الأمن لتحديد الموقف من قرار يضرب بعرض الحائط بكل القرارات الصادرة منذ 70 عاما، وهذا مركز قانوني مضبوط»، مشددا على أن إنهاء الانقسام العربي هو أول خطوة لعلاج القضية الفلسطينية، حيث نعاني من التشرذم والانقسام في مختلف الدول العربية، سواء في العراق أو سورية أو اليمن أو ليبيا وغيرها من الدول، ووقف دعم وتمويل بعض الدول العربية، ومنها قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة.