تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن سياسة أميركية قائمة منذ عقود، الأربعاء، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في تحدٍ لتحذيرات من شتى أنحاء العالم من أن هذه الخطوة ستزيد الاضطرابات في الشرق الأوسط. وأعلن ترمب رسمياً نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، إلا أنه وقع على قرار تمديد تأجيل نقل سفارة بلاده للقدس لمدة 6 أشهر. وفي خطاب في البيت الأبيض، قال ترمب إن إدارته ستبدأ عملية لنقل السفارة الأميركية في تل أبيب إلى القدس والمتوقع أن يستغرق أعواماً. عباس: اعتراف ترمب إعلان انسحاب من رعاية عملية السلام وقال ترمب: "لقد قررت أن هذا هو الوقت المناسب للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي حين أن الرؤساء السابقين جعلوا هذا وعدًا انتخابياً كبيراً فقد فشلوا في الوفاء به، وها أنا اليوم أفي به". وأكد ترمب خلال كلمته مساء أمس بالبيت الأبيض بشأن القدس أن واشنطن ستدعم حل الدولتين إذا اتفق عليه الطرفان وأنها تبقى ملتزمة بالتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال ترمب إن الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل تأخر كثيرًا معتبرًا أنه "يصب في مصلحة عملية السلام". وتابع "تأخير الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل لم يحقق شيئاً للتوصل للسلام". وشدد ترامب على أن القدس "حاضنة لأهم الديمقراطيات في المنطقة" ومن الضروري أن تظل "مكانا للعبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين". وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن وزارة الخارجية ستباشر "فورا" تطبيق قرار الرئيس دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقال تيلرسون في بيان خلال زيارة إلى ألمانيا بعد وقت قصير على إعلان ترمب التاريخي: "إن وزارة الخارجية ستبدأ فورًا عملية تطبيق هذا القرار بالمباشرة في التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس". وأضاف الوزير الأميركي أن قرار ترمب "يجعل الوجود الأميركي متلائماً مع الواقع" لأن البرلمان الإسرائيلي والمحكمة العليا والرئاسة وأجهزة رئيس الحكومة الإسرائيلية هي في القدس. وأكد تيلرسون أن هذا القرار اتخذ بعد التشاور مع "الكثير من الأصدقاء والشركاء والحلفاء"، مضيفاً "نعتقد جازمين أن هناك فرصة لإقامة سلام دائم". إلا إن استكمال نقل السفارة قد يستغرق سنوات عدة لأنه لا بد من إيجاد مكان وبناء المبنى، حسب ما أفاد عدد من المسؤولين الأميركيين. وأوضح تيلرسون أيضاً انه "بالتشاور مع وكالات فدرالية وضعنا خططاً أمنية قوية لضمان سلامة الأميركيين في المناطق المعنية". كما قال أيضا في السياق نفسه في تصريح صحافي "لقد اتخذنا كل الإجراءات المناسبة ونحن واثقون من قدراتنا على ضمان أمن مواطنينا". بدوره أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان ترمب ووصفه بأنه "حدث تاريخي" وحث الدول الأخرى إلى نقل سفاراتها إلى المدينة. وأضاف أن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل. إلى ذلك، أشاد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك. وقال ريفلين في بيان: "أهنئ الرئيس دونالد ترمب على إعلانه اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، وعملية النقل المتوقعة للسفارة الأميركية إلى القدس، لا توجد هدية أكثر ملاءمة أو جمالا". وأضاف الرئيس الإسرائيلي: "إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل جميع السفارات إليها، يعد قرارا تاريخياً، ومعلماً على طريقنا من أجل السلام، السلام لجميع سكان القدس، والمنطقة بأسرها"، واختتم كلمته قائلاً: "القدس ليست، ولن تكون عقبة أمام السلام بالنسبة للذين يرغبون فيه". ومن ناحيتهم، قال الفلسطينيون إن تحرك ترمب يعني "قبلة الموت" لحل الدولتين الذي يشمل دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "تقويضًا متعمدًا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام" وبمثابة انسحاب أميركي من رعاية عملية السلام. وقال عباس في خطاب تلفزيوني إن "الإدارة الأميركية بهذا الإعلان اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقيات الدولية والثنائية وفضلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم والمنظمات الإقليمية حول القدس". وأضاف إن "هذه الإجراءات مستنكرة ومرفوضة وتشكل تقويضاً متعمدًا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام وتمثل إعلاناً بانسحاب الولاياتالمتحدة الأميركية من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام". واعتبر عباس أن إعلان ترمب "يمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها للاتفاقات وتحديها للشرعية الدولية وتشجيعاً لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي". وتابع: "كما أن هذه الإجراءات تصب في خدمة الجماعات المتطرفة التي تحاول تحويل الصراع في منطقتنا إلى حرب دينية تجر المنطقة التي تعيش أوضاعاً حرجة في اتون صراعات دولية وحروب لا تنتهي وهو ما حذرنا منه على الدوام وأكدنا حرصنا على رفضه ومحاربته". وشدد عباس على أن قرار ترمب: "لن يغير من واقع مدينة القدس ولن يعطي أي شرعية لإسرائيل في هذا الشأن كونها مدينة عربية مسيحية إسلامية عاصمة دولة فلسطين الأبدية". ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس التي احتلتها إسرائيل عام 1967 عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي. ترمب يوقع اعترافاً رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل (أ ب) الرئيس الفلسطيني: القدس ستبقى عاصمة دولة فلسطين «الأبدية»