أثار القرار الأميركي المرتقب بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، غضب الفلسطينيين الذين بدأوا بالخروج في مظاهرات الأربعاء احتجاجاً على اعتزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وقالت مصادر فلسطينية إن مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب للاجئين في الخليل في الضفة الغربية، خلال تظاهرة احتجاجاً على الخطوة الأميركية. وذكرت المصادر أن قوات الجيش تطلق الرصاص والقنابل الصوتية صوب الشبان الذين أصيب عدد منهم بالاختناق خلال المواجهات المستمرة. وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية تظاهرات مماثلة، بعد أن دعت الفصائل الفلسطينية إلى أوسع تحرك شعبي، لمواجهة ورفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وفي غزة تنظم الفصائل الفلسطينية تظاهرة مركزية وسط المدينة، بمشاركة مئات الفلسطينيين وسط دعوات لاحتجاجات قرب السياج الفاصل مع إسرائيل. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، أمين سر حركة فتح في إقليم القدس شادي مطور بعد دهم منزله. وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت مطور وتم نقله إلى أحد مراكز التوقيف والتحقيق التابعة له في مدينة القدس. بدوره، ذكر متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه حث البابا فرنسيس والرئيسين الروسي والفرنسي والعاهل الأردني على التدخل للوقوف حائلاً ضد نية نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وبين نبيل أبو ردينة أن أبو مازن أجرى سلسلة اتصالات مهمة مع بابا الفاتيكان وزعماء العالم وكان موقفه واضحاً أن القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية والشرعية العربية وفق القانون الدولي. وأضاف أن عباس لم يتم إبلاغه بموعد النقل المزمع للسفارة من تل أبيب إلى القدس. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن الرد الفلسطيني على نقل السفارة الأميركية سيجابه بثلاثة مسارات رئيسية بينها بحث إعلان الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال والاحتجاج الشعبي الشامل. وأفاد مجدلاني بأن القيادة الفلسطينية تدرس حالياً الدعوة إلى انعقاد قمة عربية وإسلامية طارئتين لبحث المس بالوضع القائم في القدس. واستطرد أن الرد الفلسطيني على الخطوة الأميركية سيتضمن ثلاثة مسارات رئيسية ومتزامنة، الأول مسار سياسي بإمكانية إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية وبحث إعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال. وأضاف مجدلاني أن المسار السياسي يتضمن التحرك الدبلوماسي عبر حشد المزيد من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتكثيف الانضمام إلى المزيد من المنظمات والمعاهدات الدولية لتأكيد مكانة فلسطين دولياً. وأوضح أن المسار الثاني هو المسار القانوني عبر مواصلة التحرك الفلسطيني على صعيد محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة إسرائيل في ملفات الاستيطان وجرائم الحرب وانتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين. وأشار مجدلاني إلى أن المسار الثالث يتمثل بالتحرك الشعبي والاحتجاج السلمي الشامل داخل وخارج فلسطين، محذراً من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة بفعل الإجراء الأميركي الذي أكد أنه عطل أي دور أميركي تجاه عملية السلام. وحذر كبير المبعوثين الفلسطينيين لدى بريطانيا مانويل حساسيان من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون إعلان حرب. وأردف أن هذا القرار يعني قبلة الموت لحل الدولتين، وإعلان حرب في الشرق الأوسط وإعلان حرب على 1.5 مليار مسلم ومئات الملايين من المسيحيين الذين لن يقبلوا بأن تكون الأماكن المقدسة تحت هيمنة إسرائيل بالكامل". فيما دعا منسق الأممالمتحدة الخاص للسلام في الشرق الأوسط إلى التفاوض حول وضع القدس في إطار اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني. وقال نيكولاي ملادينوف في مؤتمر في القدس: مستقبل القدس أمر يتعين التفاوض بشأنه بين الطرفين. ودعا إلى ضمان أن يكون السلام وحل الدولتين هو النتيجة لأي عملية تفاوضية. الفلسطينيون في غزة يرددون: «يا قدس عيوننا إليك ترحل كل يوم» (أ ب) احتجاجات في لبنان ضد القرار الأميركي (أ ب)