في أول اختبار حقيقي لمشروع درء أخطار السيول، والذي نفذته إمارة منطقة مكةالمكرمة لتجنيب محافظة جدة مخاطر السيول المنقولة التي تسببت عام 2009 في كارثة كبيرة عرفت باسم «كارثة جدة»، جاء النجاح حليف المشروع، إذ نقلت القنوات التي انبثقت عن المشروع السيولَ من شرق المحافظة أمس إلى البحر مباشرة، دون دخولها إلى الأحياء. ومقابل هذا النجاح، فشت مشاريع تصريف الأمطار التي تشرف عليها الأمانة في تصريف المياه داخل الأحياء، حيث لم تكتمل مشاريع الأمانة. نجاح القنوات في جولة سريعة أمس ل«الوطن» على قنوات تصريف مياه السيول عقب الأمطار التي هطلت صباح أمس على جدة، والتي زادت كمياتها على 56 مليمترا، انسابت المياه القادمة من الجبال شرق المحافظة، والتي عادت ما تسبب كوارث، عبر قنوات تنقل في العادة 49 مليون متر مكعب من المياه صوب البحر. وكشفت الصور التي التقطتها عدسة «الوطن»، نجاحا كبيرا للقنوات التي تمثل 14 سدا تم تنفيذها قبل عدة سنوات، وتقدر طاقتها الاستيعابية ب75 مليون متر مكعب، وجنبت الأحياء الشرقية ووسط جدة من الشمال إلى الجنوب خطر تدفق السيول إلى الأحياء.
شلل كبير في المقابل، لم تنجح مشاريع تصريف مياه الأمطار التي تنفذها الأمانة، والتي أعلن عنها أكثر من مرة، في تصريف أمطار أمس، وتسببت في شلل كبير في الأحياء والشوارع الرئيسة والطرق الداخلية، فيما تسبب عدم الصيانة الدورية لمشاريع التصريف القائمة حاليا في الحيلولة دون استقبال تدفق المياه إليها، وتراكمت كميات الأمطار في النقاط نفسها التي تتراكم فيها عند هطولها في كل عام. ومما زاد الطين بلة، قيام الأمانة قبل أشهر باستبدال الأرصفة القائمة بأرصفة جديدة مرتفعة، لم يُراعَ في تنفيذها وجود منافذ لتدفق مياه الأمطار، وتسببت في تعطل حركة المرور في الأنفاق التي غرقت في أمطار مواسم سابقة، وذهبت حلول الأمانة أدراج الرياح.
نجاح 14 سدا نقلت السيول إلى البحر 75 مليون متر مكعب طاقة السدود الاستيعابية 46 مليون متر مكعب من المياه تنقلها قنوات السدود التعثر المياه تتجمع في النقاط نفسها التي تتجمع فيها كل عام الأمانة استبدلت الأرصفة بأخرى مرتفعة حجزت المياه