مَنْ يشارك في لعبة التراكيب؟. نريد واحدًا من هناك. يرفع معاق يديه بصعوبة ولا طاقة له على الكلام، يحاول أن يقدم قدميه قليلا ويأتي زاحفًا نحو اللعبة، هكذا أبهر شاب معاق، من نزلاء مركز التأهيل الشامل في الأحساء، جميع الحضور الذين شاهدوه وهو يقوم بكسر حاجز الإعاقة عند مشاركته في إحدى الألعاب ضمن البرنامج الذي نفذته مدرسة ضمرة الجهني الابتدائية في الأحساء بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين، تحت شعار "لنف بوعودنا". بطل هذه الواقعة هو الشاب عدنان المجحم، الذي جاء مع أقرانه الستة المتنوعي الإعاقة، وكان أشدهم عوقًا إلا أنه أظهر قدرته على التحكم والسيطرة خلال مشاركته في تركيب لعبة خشبية راح يزحف إليها زحف المتلهف للماء مستخدماً قدميه في التركيب؛ ليكسر بذلك كلمة "معاق" أمام الجميع وينجح في تركيب لعبة "الزرافة" التي كان هو أطول منها بقدمين. الشاب المجحم الذي تحدى الإعاقة بروح رياضية عالية، حظي بالإعجاب والتقدير، كما صفق له الجمهور على هذه الهمة التي بعثت في أقرانه روح الأمل والتفاؤل. وكانت مدرسة ضمرة قد استضافت أمس برامج مسابقات لعدد من طلاب التربية الخاصة من متعددي العوق والسمع والتوحد والإعاقة البصرية والعقلية من مدارس الأحساء. ونجحت تلك المسابقات في إدخال البهجة والمتعة لدى الطلاب، مشتملة على مشاهد تمثيلية ولعبة الجري والتراكيب الخشبية ولعبة الألوان وقطف الثمار وصيد الأسماك. وقال مدير المدرسة إن مثل هذه الأيام التي تحتفل بها دول العالم تعبر عن اهتمام الإنسان بأخيه الإنسان ونظيره في الخلقة، والمعاق لا يحتاج إلى عطف بقدر ما يحتاج إلى اهتمام ورعاية وتذليل العقبات أمامه، وهؤلاء فئة غالية علينا جميعًا أودعهم الله تعالى أمانة في أعناقنا، ونحن نعيش في ظل حكومة هيأت كل ما تستطيع من أجل خدمتهم.