كشف رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور ياسر جمال ل«الوطن» تنفيذ المركز على مدار عمله خلال ال35 عاما الماضية أكثر من 1200 عملية تصحيح جنس تشمل سعوديين وأجانب، رافضا تسميتها بعمليات تحويل أو تغيير جنس، بل تصحيح. عدم التسمية ب«الخنثى» طالب جمال بعدم إطلاق اسم «الخنثى» على من يتم تصحيح جنسهم، لأن هذه العبارة تعد شتيمة لهم، ويجب تسميتهم بالمختلطين جنسيا، مناشدا المجتمع بتقبل المصححين لجنسهم واعتبارهم طبيعيين دون تفرقتهم عن البقية. ونفى فكرة أن يتعرض أي شخص للاختلاط في الجنس دون علمه أو شعوره به، مستشهدا بعملية تصحيح جنس أجريت قديما لخمس شقيقات أكبرهن كان عمرها 38 عاما وأصغرهن 18 عاما، مبينا أنهن أجنبيات وكان التأخير في تصحيح جنسهن بسبب رفض والدهم، إلا أنه تقبل الأمر، والآن بعد تحويلهن إلى ذكور أصبحوا موظفين ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي.
التصحيح بعد الولادة بوقت قصير بين رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس أن 95% من المختلطين جنسيا يتم تصحيح جنسهم بعد الولادة بوقت قصير دون علم الناس، ما عدا الوالدين، حتى إن الكثير من الحالات لم تعلم عنها العائلة. وأضاف: «يكتب المركز المصحح للجنس تقريرا عن الحالة ويرفعه للجهات المختصة في الدولة لتغيير معلوماته في البطاقة الشخصية ليمارس حياته بشكل طبيعي ولم يعد المركز يواجه صعوبات مع الجهات الحكومية في استيعاب الموضوع».
المثلية الجنسية في إطار آخر متصل بإزالة المثلية الجنسية من قوائم الاضطرابات لعدد من جمعيات الطب النفسي في العالم، منها جمعية الطب النفسي الأميركية، ومنظمة «WHO» العالمية وصنفتها كميول طبيعية، بين جمال أن المراكز النفسية في المملكة أسمتها اضطرابا، ومن الصعب أن تكون المثلية أمرا طبيعيا، مبينا أنهم إذا لم يؤمنوا بالدين الإسلامي الذي يحرم هذا الفعل، فعليهم استخدام المنطق والعلم الذي يثبت اضطراب مثليي الجنسية.
فقدان الهوية الجنسية بين جمال أن الاختلاط في تحديد الجنس يختلف عن فقدان الهوية الجنسية عند الكبر الذي هو في الأصل مرض نفسي يخضع المصاب به للعلاج، فإن لم يستجب له يتم تحويل جنسه. وتوضيحا لذلك بين أن شخصا ما ذكرا كان أم أنثى يملك جسديا كل مقومات جنسه، إلا أنه يشعر بأنه ضحية اللعنة، حيث انحبس في جسد مخالف لجنسه، ويطلب تغيير جنسه وأجهزته التناسلية جراحيا إلى الجنس الآخر الموافق لشعوره والمخالف لبنيته الجسدية. ومثال ذلك، فإن الذكر الذي يملك أجهزة تناسلية سليمة بالكامل وكروموسومات ذكرية «XY»، ولديه جهاز تناسلي خارجي ذكري سليم 100%، ولو تزوج بأنثى لأمكنه تخصيبها والإنجاب منها، إلا أنه يشعر بأنه ينتمي إلى جنس الأنثى ويطلب تحويله إلى أنثى. وأضاف أن الجراحة التي تجرى له تشمل استئصال القضيب والخصيتين ويعطى هرمونات أنثوية، وبذلك يكون الشخص «أنثى صناعي»، وقد تصلح للممارسة الزوجية، ولكن لا تحمل لأنها لا تملك رحما ولا مبايض.
التحويل إلى ذكر على الجانب الآخر، قد تكون هناك أنثى لديها كروموسومات أنثوية «XX» ومبايض ورحم وقنوات فالوب ومهبل وجهاز تناسلي خارجي أنثوي، ولو تزوجت برجل لأمكنها أن تنجب منه، إلا أنها تشعر أنها تنتمي إلى عالم الذكورة وتطلب التحول إلى ذكر. والجراحة التي تجرى لها تشمل استئصال الرحم والأنابيب والمبايض والمهبل والثديين وتكوين قضيب صناعي من الجلد مع استخدام جهاز يشبه القضيب بداخله مع زرع خصيتين صناعيتين من مادة بلاستيكية وإعطاء الشخص هرمونات ذكرية، وبذلك يكون الشخص تحول إلى ذكر شكلا ولكن لا يملك العضو التناسلي الحساس، ولا يمكن له أن يخصب الأنثى، فهو لا يملك خصيتين. مسخ وتغيير لخلق الله لفت رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس إلى أن هذه العمليات تعتبر مسخا وتغييرا لخلق الله عندما يتعلق الأمر بتحويل رجل إلى امرأة لا تنجب، وامرأة إلى رجل لا ينجب، وما خلق الله الذكر والأنثى إلا لحفظ النسل وبقاء البشرية لعبادته.
الشعور بالخجل قالت: «الكثير من المرضى لا يعرفوا أنهم مصابون بهذا المرض، ويشعرون بالخجل من ذكر ما يشعرون به ويبقونه سرا، وقد يتعرض البعض للمضايقات أو مشاكل مع السلطات حين يكون رفضهم لوضعهم كبيرا، فيبدؤون بكسر الحدود والظهور بمظهر الجنس المخالف لجنسهم الجيني». فشل الأدوية والعلاج النفسي أكدت با ناجة أن أغلب الدراسات أثبتت أن علاج اضطراب الهوية الجنسية يكون بتغيير الجنس الجيني للجنس المرغوب به بالهرمونات وبالعمليات الجراحية، مشيرة إلى أن جميع الأدوية وجلسات العلاج النفسي أثبتت فشلها في تغيير المعتقد. ضغوطات دينية واجتماعية كشفت با ناجة عن معاناة من يواجه اضطراب الهوية الجنسية من الضغوطات النفسية والاجتماعية والدينية، وعدم تقبل المجتمع لهم، مما يجعله عرضة للأمراض النفسية، خصوصا الاكتئاب، والرغبة بالانتحار، خصوصا مع كثرة اللبس بين اضطراب الهوية الجنسية والشذوذ الجنسي والرغبات الجنسية المضطربة، فيضعون الجميع في بوتقة واحدة مما فيه إجحاف وظلم وعدم دراية بمرض اضطراب الهوية الجنسية. صعوبة إجراء عمليات التحول لفتت إلى أنه لعدم وجود سبب عضوي واضح، فإنه من الصعب وضع قرارات بالسماح بعمليات التحول، كما أن الجوانب الدينية والاجتماعية والقانونية تمنع مثل هذه العمليات، وهذه العوامل يجب أن تضم مع الطب لفهم هذا الاضطراب ومساعدة المصابين به ليجدوا حياة كريمة سعيدة دون التضارب النفسي.
التضارب الداخلي سبب فقدان الهوية اعتبرت استشارية الطب النفسي والعلاج الزواجي والأسري في مركز «مودة ورحمة» للاستشارات الدكتورة ميادة با ناجة، أن فقدان الهوية الجنسية ناتج عن التضارب الداخلي بين الجنس الظاهر عضويا، وبما يشعر به الشخص وبما يفكر به، حيث يشعر الشخص بأنه حبيس لجسد غير جسده، فيعتقد الذكر أنه أنثى سجينة في جسد ذكوري والعكس صحيح، مشيرة إلى أن هذا اعتقاد غير قابل للتغير أو الشك، مما يجعل النفس ترفض الجسد الموجود فيها وتعتبره عدوا.
لبس في فهم الحالات كشفت عن حدوث الكثير من اللبس في فهم هذه الحالات، ليس فقط من عامة الناس، لكن للأسف حتى من بعض الأطباء والمتخصصين في المجال الصحي، إذ يرون أنها حالات شذوذ جنسي أو انحراف أخلاقي، وذلك لعدم وجود التوعية اللازمة عنها.
جنس جيني وآخر نفسي تقول با ناجة: «نوعية الجنس هنا اثنان: الجنس المحدد جينيا وعضويا، والجنس النفسي الذي يعتقده المريض ويشعر به ثم يتصرف على أساسه مع المحاولة الدائمة لتصحيح هذا الوضع».
عدم وجود مسببات عضوية أكدت المستشارة النفسية أن الأصل في اضطراب الهوية الجنسية ألا يوجد مسببات عضوية أو جينية، ولا يوجد حتى صدمة نفسية سابقة تؤثر في اعتقادات الشخص أو مشاعره. وقالت: «كلما كبر الطفل وجدنا الاعتقاد ترسخ أكثر، وتزداد الحالة تعمقا وتأثيرا في مرحلة البلوغ، لأن الجسم ينمو على الأساس الجيني، ولكن الإدراك والمشاعر تكون في الاتجاه المعاكس، مما يزيد من معاناة وألم المريض».
أجرى المركز 1200 عملية تصحيح جنس تشمل سعوديين وأجانب 95 % من المختلطين جنسيا يتم تصحيح جنسهم بعد الولادة بوقت قصير الاختلاط في تحديد الجنس يختلف عن فقدان الهوية الجنسية أغلب الدراسات أثبتت أن علاج اضطراب الهوية الجنسية يكون بتغيير الجنس الجيني جميع الأدوية وجلسات العلاج أثبتت فشلها في تغيير معتقدات مضطربي الهوية الجنسية ضرورة تقبل المجتمع للمختلطين جنسيا ولفاقدي الهوية الجنسية