نقلا عن الوطن السعودية أكدت دراسة سعودية أن العمليات الطبية لتصحيح الازدواجية في الجنس في المملكة ازدادت خلال الأعوام الأخيرة، وأنه في خلال عام واحد تم تصحيح 60 حالة مرضية من جنس إلى آخر، بينما لم يتم تصحيح إلا 300 حالة فقط طوال ال25 عاما الماضية. وأرجعت الدراسة ذلك، إلى زيادة الوعي والتطور والتعليم وزيادة ثقافة الأسر والأهالي، وكذلك التطور الطبي الكبير الذي تشهده المملكة، والذي أسهم في كشف الكثير من الأخطاء التي كانت ترتكبها بعض الأسر بحق أبنائها وبناتها المصابين بمثل هذه الحالات. أوضحت ذلك استشارية جراحة الأطفال في المستشفى الوطني في جدة الدكتورة منى مصطفى، حيث أكدت أن: "الازدواجية في الجنس تحصل لكل طفل من بين خمسة أطفال، ولكنها لا تعتبر مشكلة كبيرة ولا شائعة بل محدودة". وعن أسباب المشكلة في المجتمع قالت الدكتورة مصطفى:" إن قلة الوعي لدى بعض الأسر في المجتمع جعل هذه الأسر لا تدرك أو لا تفهم المعنى السليم لعمليات التصحيح الجنسي حيث إنه مازال يعيش بيننا من لديهم المشكلة ولكن أسرهم تحكم على هذا الأمر بكلمة يجوز أو لا يجوز، معتبرة أن مثل هذه المواقف تشكل خطيئة كبيرة بحق الأبناء والبنات المصابين بمثل هذه الاعتلالات المرضية الجنسية، وأن الأسرة يجب أن تبادر إلى استشارة الأطباء المتخصصين للحصول على أفضل النصائح التي تمكن أبناءهم من الاستمرار والمواصلة في الحياة بشكل طبيعي وسليم. وعن أهم مراحل التحويل قالت الدكتورة مصطفى: إن أهمها يتمثل في العمل التدريجي من خلال الاستشارات النفسية على إلغاء الشخصية الحالية للمريض التي يجب تغييرها أو التخلص منها، وتحفيزه على تقبل شخصية أخرى هي الشخصية التي يجب أن يتم تحويل جنسه إليها. واعتبرت الدكتورة مصطفى أن الأسرة تلعب دوراً حاسماً وفعالاً في هذه المسألة، حتى قبل الشخص المعني بعملية التصحيح ذاتها، لأن الأسرة إذا تقبلت واقع أن الابن يحتاج إلى عملية تصحيح أو تحويل جنسي فإن كل شيء بعد ذلك يهون، كما أن الشخص المعني سيتقبل الأمر بروح طيبة، ويستجيب للعلاج النفسي والتأهيلي، كما أن المجتمع المحيط بالشخص المعني وبأسرته سيتقبل الأمر، فالعملية كلها تعتمد على الأسرة ومدى استجابتها وقدرتها على توفير الدعم النفسي للفتى أو الفتاة. وعن كيفية اكتشاف الازدواجية في الجنس قالت الدكتورة مصطفى: إنه مجرد أن يولد الطفل يتم فحصه فحصا كاملا، لذلك فإن 93 % من الحالات التي تشتكي من مثل هذه الحالات المرضية يتم إخضاعها للعمليات الجراحية التصحيحية وهم لا يزالون في مراحل مبكرة وفي فترة الطفولة. وأضافت: لكن من المهم جداً أن نفرق بين عملية التصحيح، وعملية تغيير الجنس، حيث إن عمليات تغيير الجنس، محرمة شرعاً، وهي غير جائزة، أما عمليات التصحيح، فلا شيء فيها، وهي واجبة لأنها تعالج اختلالا في الجهاز التناسلي للمريض، بحيث يكون ضامراً أو غير ظاهر، أو لا يمكن الاستفادة من وظائفه البيولوجية في صورته الحالية، فيتم العمل على تصحيح هذا الخلل. وقدرت الدكتورة مصطفى تكلفة عملية التصحيح، بما يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 50 ألف ريال، وهذا يرجع تبعا لعمر المريض ونوع الحالة، معتبرة أن هذه النوعية من العمليات تندرج ضمن العمليات الباهظة. وحددت الأسباب التي تقف وراء حدوث الازدواجية في الجنس:" بأسباب تعود إلى زواج الأقارب، إضافة إلى وجود عامل وراثي في العائلة أو الأسرة، فمثلا وردت لنا حالة لخمسة أشقاء يعانون من الاختلاط الجنسي وتم إخضاعهم إلى عملية تصحيح جنسي، وهم الآن جميعهم ذكور، ويتمتعون بصحة تامة. وأضافت أنه يوجد في جدة مركز متكامل لتصحيح الجنس يتولى إجراء التشخيص وعلاج الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي وجراحي، سواء من ذكر إلى أنثى أو العكس. وأوضحت أن المركز يهدف إلى تطوير الخدمة من كافة النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والشرعية، حيث إنه يعتمد على دعم فاعلي الخير. وعن الحالات التي تأتي إلى المركز لطلب الاستشارة الطبية، قالت: إنه يتم تصنيف المراجعين إلى ثلاث فئات أو أنواع، هي إما فئة ما يعرف طبياً باسم "الخنثى – الذكري"، حيث تكون الأجهزة التناسلية الخارجية لدى هذه الفئة شاذة في طفل ذكر، كما تبدو أقرب إلى الجهاز الأنثوي، ولكن الشخص في هذه الحالة يملك خصيتين، وفي هذه الحالة ينشأ الطفل ذكراً مع تصحيح أجهزته التناسلية، أما النوع الثاني فإنه يعرف طبياً باسم "الخنثى - الأنثوي"، حيث تكون لديها أجهزة تناسلية شاذة ولكن يظهر لها جهاز تناسلي يشبه الجهاز التناسلي للذكر، لكن في ذات الوقت تكون لديها مبايض وأرحام، وفي هذه الحالة يتم تصحيح الأعضاء التناسلية للمريضة بحيث تصبح أنثى مكتملة، أما النوع الثالث، فهو الذي يعرف طبياً باسم "الخنثى - الحقيقي"، وفي هذه الحالة، يملك المريض جهازاً شاذًّا، حيث يكون لديه مبيض وخصية في نفس الوقت، وهنا يصحح جنس الشخص بعد النظر في باقي مستويات تحديد الجنس، وينشأ في الجنس الأقرب إلى واقع باقي المستويات وتصحح أجهزته التناسلية بناء على ما هو أقرب إليه في صورة الخلق الأصلي، أي إذا كان جهازه التناسلي أقرب إلى الأنوثة فيتم تحويله إلى أنثى، وإذا كان أقرب إلى الذكورة فيتم تحويله إلى ذكر، وينطبق الشيء نفسه على حالات خلل تكون الغدد الجنسية. يذكر أن هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة، بالإضافة إلى المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، أفتت بجواز تصحيح الجنس وتحريم تغييره.