تمر الأزمة في ليبيا خلال الفترة الراهنة بتقلبات وتحركات إقليمية ودولية، وذلك بعد أن ألقت الأزمة بظلالها على الأوضاع الإقليمية وما نتج عنها من ارتفاع وتيرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتمركز جماعات متشددة فيها رغم انحسار نفوذها بعد العمليات الخانقة ضدها. وتطرقت تقارير روسية مطلعة مؤخرا إلى أن موسكو باتت تحضر للقاء يجمع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وهي خطوة تسعى للم شمل الأطراف المتنازعة واستكمال الجهود التي بدأتها كل من أبوظبي وباريس في وقت سابق. وبحسب محللين، يرتكز دور موسكو في هذا اللقاء على استباق الأحداث الإقليمية والدولية، واستثمار فترة انشغال أوروبا بالانتخابات والأوضاع الداخلية، لوضع نفوذها في هذا البلد الإفريقي الغني بالثروات، وذلك بعد أن تراجع نفوذها فيه منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. عودة دواعش سرت أكد ممثل بارز للادعاء في ليبيا أول من أمس، أن متشددي تنظيم داعش كونوا جيشا في الصحراء يتألف من ثلاث كتائب على الأقل بعد أن فقدوا السيطرة على معقلهم في مدينة سرت الساحلية العام الماضي. وتتخوف القوى الدولية من عودة نفوذ المتشددين بعد الحملة العسكرية التي حاصرتهم في المدينة ودامت 7 أشهر، حيث بات المتطرفون يلجأون إلى المناطق الصحراوية للتمركز وشن هجمات مضادة ضد جنود حكوميين ومقرات عسكرية ومدنية. يأتي ذلك في وقت صرح فيه مسؤول سام بالأممالمتحدة بأن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية تسعى لفتح مركز مؤقت للاجئين في طرابلس مطلع العام القادم، لإعادة توطين أو إجلاء ما يصل إلى 5000 من الفئات الأشد ضعفا من اللاجئين من ليبيا سنويا. وبحسب مراقبين فإن الرقم يعد متواضعا مقارنة بإجمالي أعداد المهاجرين في ليبيا، الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص، في وقت سيتم إقامة المركز في منشأة تدريب سابقة لشرطة الهجرة، التي يمكن أن يصل استيعابها إلى أكثر من 1000 لاجئ مؤقتا. التسليح الأوروبي على صعيد متصل، أكدت مصادر أوروبية مطلعة أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، قد طلب من أوروبا مروحيات وطائرات بدون طيار لمراقبة حدود ليبيا الجنوبية والتصدي للهجرة غير الشرعية. وأوضح حفتر خلال مقابلة مع صحيفة إيطالية أن هذا الطلب يستند على حقيقة أن ليبيا تعد معبر لجوء للمهاجرين إلى أوروبا، لافتا إلى أن قواته يمكن أن توفر العنصر البشري لمراقبة الحدود الجنوبية بواسطة مساعدات عسكرية من أوروبا. يذكر أن الأممالمتحدة ما تزال تفرض حظر شحن السلاح إلى ليبيا، إلا أن حفتر يرى في تسليح أوروبا لقواته ضرورة لوقف تدفق الهجرة ومكافحة الإرهاب.
خلفيات التنافس - كسب ولاءات الأطراف المتنازعة - تقديم المساعدات المادية والعسكرية - استغلال الانشغال الدولي بأزمات المشرق العربي