كرمت ثلوثية المشوح ليلة أول من أمس في الرياض الكاتب الباحث محمد القشعمي، تقديراً لجهوده في خدمة الثقافة والتاريخ خلال العقود الماضية. وتحدث القشعمي عن مراحل من سيرة حياته بدءا من مولده نهايات الحرب العالمية الثانية وما واجهه في بدايات نشأته من ظروف صعبة، كما استعرض جوانب من مسيرته العملية في رعاية الشباب التي انضم إليها في العام 1382 حيث عمل مسؤولاً عن مكتبها في الأحساء، قبل أن يعود إلى الرياض ويبدأ مشواره الثقافي الذي كانت أبرز محطاته وكالة الشؤون الثقافية ومكتبة الملك فهد الوطنية. حكايات جيل قال القشعمي خلال حديثه أنه تأثر في قراءاته الأولى بمجموعة من الكتب ومن ضمنها أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، والبؤساء لفيكتور هوجو، كما كشف أنه لم يكن يتوقع أن يكون كاتباً، حيث حدث الأمر دون تخطيط عندما بدأ في جمع ملف صحفي بهدف الدعوة إلى تكريم الأديب عبدالكريم الجهيمان، وكان يستكتب الباحثين والأدباء للمشاركة في الملف، وكتب مقالة في الملف فإذا بها تكون بداية رحلته الكتابية. علق الشاعر سعد البواردي قائلا «استطاع القشعمي أن يوصل رسالة سامية أعطاها من جهده وأهداها للأجيال القادمة، أعطى كل ما يعطيه كاتب يبحث عن الصدق ويتحراه»، كما أشاد الدكتور عبداللطيف الحميد بتعلق أبي يعرب بالتراث وبالرواد، وأثنى على خصلة الوفاء في كتاباته، حيث لم يكن يفرق بين مشهور ومغمور، ولا بين أديب يعيش في منطقة أو أخرى، أو داخل المملكة أو خارجها. فيما وصف الدكتور مرزوق بن تنباك القشعمي بأنه شعلة من النشاط، مشيدا بما يملكه من قدرات إدارية وتنظيمية جعلته يسهم في عددٍ من الفعاليات الثقافية بشكل متقن، كما تناول الإسهام البحثي للقشعمي قائلا «لقد جمع ثقافة الصحراء في عصورها القريبة وتلمس الحياة التي عاشها الآباء، وبذر للجيل الجديد أسساً يعتمد عليها في معرفة التاريخ» من جانبه، قال الدكتور عبدالعزيز العمري إن القشعمي ليس مجرد صائغ للتاريخ بل هو مستودع له، مشيدا بمبادرته التي وصفها بأنها (كنز للأجيال) حيث التقى القشعمي بعدد من كبار السن وسجل معهم مشاهداتهم وحياتهم وحكايات جيلهم.