أكدت صحيفة «المونيتر» التي تتخذ واشنطن مقرا لها، على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لموسكو المرتقبة أوائل أكتوبر المقبل، والتي تعكس تقييم موسكو للدور المحوري الذي تلعبه المملكة في الشرق الأوسط، واصفة المملكة بأنها «حارس بوابة الشرق الأوسط» في ظل دورها المهم في المنطقة. ووفقا لتقارير إعلامية روسية، فإن مصلحة روسيا في المملكة تبدو متعددة الأبعاد. فمن الناحية الاقتصادية، يمكن أن تؤثر التفاهمات الروسية السعودية على إنتاج النفط وصادراته تأثيرا كبيرا على الأسواق العالمية والاقتصاد الروسي والميزانية الاتحادية للحكومة الروسية، التي لا تزال تعتمد اعتمادا كبيرا على عائدات الضرائب المتعلقة بالنفط، على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة. وترى موسكو أيضا أن المملكة مصدر محتمل للاستثمار، وهو أمر ذو أهمية متزايدة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية المستمرة. وقد طوَّرت الرياض هذه الفكرة الاستثمارية، بما في ذلك التعهد باستثمار 10 مليارات دولار في صندوق الاستثمار الروسي المباشر، الذي يُعد صندوق الثروة السيادية الروسي. وتشكل الظروف الاقتصادية في روسيا بدورها البيئة السياسية المحلية في البلاد، حيث يشعر الكثيرون بخيبة الأمل إزاء الشعور بالركود مع اقتراب فلاديمير بوتين من الانتخابات الرئاسية عام 2018. مكانة السعودية قال الكاتب السياسي بول سونرز الذي كان يشغل منصب كبير المستشارين في وزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج دبيلو بوش، إن هناك اعتبارات تتعلق بالسياسة الخارجية، بما في ذلك دور السعودية الإقليمي والموقف السعودي المتميِّز كحليف رئيسي للولايات المتحدة ورعايتها لأعظم الأماكن المقدسة، التي ترفع بدورها مكانتها بين الدول العربية الأخرى. ومن جانبه، أوضح نائب مدير الأبحاث في مجلس روسيا للسياسة الخارجية والدفاع، ديمتري سوسلوف، إن الصراع في سورية لا يزال العنصر «التكتيكي» الرائد للعلاقة الروسية مع السعودية ويرى أن الزيارة المحتملة «مظهرا رمزيا لنجاح استراتيجية روسيا» في سورية. منطقة رائدة بين سوسلوف، وهو أيضا كبير المحاضرين في كلية الاقتصاد العليا بموسكو ومدير برنامج «مؤسسة فالداي»، أن روسيا تنظر إلى الشرق الأوسط كمنطقة رائدة في النظام الدولي متعدد الأقطاب والحُكم، حيث تشارك عدة مراكز قوة عالمية وإقليمية في علاقات مُعقَّدة وتحدد تنمية المنطقة معا، دون أن يفرض أي أحد منهم نموذجا للتنمية أو نظاما للهيمنة. ووصف سوسلوف السعودية بأنها «حارس بوابة الشرق الأوسط» بحكم الأمر الواقع الذي يُمكن أن تطلق موسكو لنفسها العنان في الشرق الأوسط. إعادة التوازن وأضاف سوسلوف أن «العلاقات الإيجابية مع الرياض ضرورية لروسيا للقيام بدور سلطة عظمى مستقلة مقبولة في المنطقة». ولا تزال المملكة العربية السعودية واحدة من زعماء المنطقة التي لها تأثير كبير على غالبية الدول العربية السُنية». وفي الوقت نفسه، فإن العلاقات الروسية-السعودية الأفضل ستسمح لموسكو بأن تقيم علاقات طيبة مع جميع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، مما يجعل موسكو في وضع أفضل من واشنطن، ويمكن أن تصحح روسيا في وقت واحد ما وصفه سوسلوف بعدم التوازن في علاقاتها الإقليمية، وربط موسكو بشكل وثيق مع الدول غير العربية، وهذا ما دفع التكهنات بأن روسيا في «المعسكر الشيعي». أبعاد مصالح روسيا في السعودية * تؤثر التفاهمات بين البلدين على إنتاج النفط وصادراته * تمتد التأثيرات إلى الأسواق العالمية والاقتصاد الروسي * ترى موسكو أيضا أن المملكة مصدر محتمل للاستثمار * تعهد المملكة باستثمار 10 مليارات دولار في صندوق الاستثمار الروسي * دور السعودية الإقليمي ورعاية المملكة للأماكن المقدسة * مكانة المملكة بين الدول العربية الأخرى